بتـــــاريخ : 2/21/2009 6:46:45 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1919 0


    المرأة بين الماضي و الحاضر و المستقبل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أفين محمد بالتي | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    قرأت مقالات عديدة عن المرأة وحقها في التصويت والأنتخاب ومشاركتها في البرلمانات، فوجدت من الملائم ان اكتب عن المرأة في الأسلام. ربما يتصور البعض بأن الكلام عن المرأة في الأسلام موضوع قديم وليس له صلة بما يجري الآن ولكني ارى العكس تماما .

    ان الحقوق والديمقراطية ومبدأ المساواة والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية بالإضافة الى الحياة الأجتماعية، والكرامة، تمتد جذورها اساسا من الدين الأسلامي ولم تستورد ابدا من الخارج ولا هي زهرة الحاضر وانما هي بذرة الأسلام .

    عند ذكر عبارة "حقوق المرأة"، فهذا لا يعني فصل حقوق المرأة عن حقوق الرجل او ان هناك أي تمييز بينهما ولكن الحقوق هي حقوق أي انسان سواء كان رجلا او كانت امرأة. وعندما يخاطبنا القرآن الكريم بكلمة "خلقناكم" في "انا خلقناكم من ذكر وانثى" فهو يخاطب الأنسان على وجه العموم فالرجل انسان والمرأة انسان وكلاهما معا يشكلان استمرارية للحياة .

    لقد انصف الأسلام بين السيد والعبد وانصف بين الرجل والمرأة. وفي القرآن الكريم امثلة كثيرة على حقوق المرأة في المشاركة مثلا في الحياة السياسية ومثال على ذلك ملكة سبأ: بسم الله الرحمن الرحيم: "فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين. اني وجدت امراة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم"*1... "قال سننظر أصدقت ام كنت من الكاذبين. اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تول عنهم فأنظر ماذا يرجعون.. قالت يا ايها الملؤ اني القي الي كتاب كريم انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلو علي وأتوني مسلمين. قالت يا ايها الملؤ افتوني في امري ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون. قالو نحن اولو قوة واولو بأس شديد والأمر اليك فأنظري ماذا تأمرين"*2 .

    ويشير القرآن الكريم كذلك الى حق المرأة في مواجهة المشاكل الأجتماعية وفتح ألابواب امامها للأستشارة والتكلم بحرية في شؤون العلم والدين وللإشارة الى ذلك اكتب قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع عليم." *3 وايضا حق المرأة في تقرير مصيرها وعدم خضوعها لسيطرة الكفر والظلم ونرى في القرآن الكريم مثالا على ذلك امرأة فرعون. وحقها في الأختيار وابداء الرأي وفي تحمل المسؤولية كما هو واضح في الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم: "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير. فسقا لهما ثم تولى الى الظل"*4، "قالت احداهما يا أبت استأجره ان خير من أستأجرت القوي الأمين"*5. وفي نفس الوقت يبين لنا القرآن الكريم واجب المرأة في الحياء والعفة: بسم الله الرحمن الرحيم: "فجائته احداهما تمشي على استحياء قالت ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا"*6. وضرب لنا مثلا في المرأة الصالحة التقية في ذكر مريم العذراء: بسم الله الرحمن الرحيم :"واذ قالت الملئكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين"*7.. "واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا"*8.."وجعلنا ابن مريم وامه اية وءاويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين"*9 . هذا هو التكريم الرباني للمرأة. هذا التكريم يبين حقوق المرأة في الحياة الأنسانية الكريمة ولكن في نفس الوقت يضع على كاهلها مسؤولية عظيمة. فهذا التكريم لايعني خروج المرأة عن طاعة الله كما تتخيل بعض نساء هذا العصر مع الأسف الشديد مثل رفع الحجاب والتبرج في كل الأماكن. فالحقوق لاتعني ابدا ان تقلد المرأة الرجل في الملابس او الكلام او تقمص الشخصية فليس الذكر كالأنثى ولعلنا نستذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في لعن المسترجلات (أي النساء المقلدات للرجال). وكذلك نستذكر قول امرأة عمران: "فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالأنثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم"*10. والحرية لا تعني الفوضى ونبذ تقاليد المجتمع لأن جزءا من هذه التقاليد يستمد جذوره من القرآن الكريم ويعزز كرامة وعفة وحياء المرأة. وكما هو معلوم للحرية حدود معينة ولولا هذه الحدود لفسد المجتمع. وعندما توجد حقوق فهناك واجبات ايضا، فمتى ما وجدت حقوق وجدت واجبات .

    ولم تخلو اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم من دعم حقوق المرأة فقد اوصى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا: امك ثم امك ثم امك ثم ابوك. واوصى بالنساء على وجه العموم .

    هناك الآن مجلات كثيرة ومقالات كثيرة تتحدث عن حقوق المرأة ومشاركتها قي مجالات الحياة المختلفة ، كمشاركتها الآن في البرلمان مثلا، وكأن هذه الحقوق جديدة وقد برزت الى السطح فقط الآن! في الحقيقة مثل تلك الحقوق بينها الأسلام منذ البداية كما في الأمثلة المذكورة اعلاه، فعندما يسمع الله تعالى قول تلك المرأة التي تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها ويذكر ذلك في القرآن الكريم "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع عليم." فهذا اكبر من كل المقالات و المجلات التي تتشدق بذكر حقوق المرأة الآن .

    ليست المشكلة اذا في "ماهي حقوق المرأة" ولكن المشكلة "هل تعرف المرأة نفسها ما هي حقوقها؟ وبالتالي هل تعرف ما هي واجباتها؟" وهل تعرف مدى المسؤولية الكبيرة على عاتقها بدءا من انجابها للأطفال وتربيتهم …هؤلاء الأطفال الذين يمثلون جيل المستقبل… وحفاظها على كيان عائلتها وكرامتها…هذه العائلة التي تؤلف نواة المجتمع؟ وهل يدرك الرجل مدى ثقل هذه المسؤولية على كاهل المرأة؟ وما هي مسئوليته وواجبه تجاهها؟ ولعل قول الشاعر "الأم مدرسة ان أعددتها، أعددت شعبا طيب الأعراق" يبين هذه المسؤولية .

     

    1* اية 22ص 379 سورة النمل

    2* آية 33 ص 379 سورة النمل

    3* آية 1 ص542سورة المجادلة

    4* آية 23 سورة القصص ص 387

    5* آية 25 سورة القصص ص 388

    6* آية 24 سورة القصص ص 387

    7* آية 43سورة ال عمران ص 55

    8* آية 15 سورة مريم ص 306

    9* آية 49 سورة المؤمنون ص 345

    10* آية 36 سورة ال عمران ص 54

    كلمات مفتاحية  :
    امراة

    تعليقات الزوار ()