ديني هو الإسلام الذي اقتنعت بصدقه وفهمت دربه وأعجبني منهاجه وبهرني بيانه
ومع كل ذلك فهو دين يتسم بالبساطة والموضوعية كما قال نبي هذا الدين "أمرت بالحنيفية السهلة ولم أؤمر بالرهبانية الصعبة" أو (أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة).
وجدت في هذا الدين قمة الإعجاز هذا الإعجاز المتمثل بأنه احترم النفس التي تميل أحيانا ألي الأمر بالسوء وأحيانا أخرى ألي اللوم والعتاب وأحيانا ثالثة إلى كونها نفسا مطمئنة
استطاع الإسلام أن يحترمها وييسر لها شهواتها لكن في حدود ما يرتضيه العرف والذوق العام دون تعدى على الغير ودون الانغماس في المتع الزائفة التي تقتل القلب بخنجر مسموم لا إيقاظ بعده
فهو دين يعلم تطلعات النفس البشرية فيسر لها متعها ولكن فى حدود حددها الشرع بقمة الموضوعية
بدأ بقول حبيبنا محمد(ص) لرجل يرفض أن يؤدى اكثر من الصلاة والزكاة والحج والصوم المفروضين دون اى نوافل او سنن بقوله الكريم :أفلح إن صدق
ثم هو مرة ثانية يقول :" إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"
وقال أيضا : ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).
منعنا ايضا ان نكفر من قال لا اله الا الله محمدا رسول الله بصدق وإيمان وقال ان له ذمة من الله ومن رسوله
احل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث من أفعاله نقتدي به استحسانا واتباعا لسنته
لكن ومع كل هذا فهمنا ديننا خطئا , بعض من المسلمين ظن بان الشكل الظاهري هو الدليل على دينك
ان تلبس قصيرا وتطلق لحيتك وتغطى المرأة كامل جسدها باعتبار ان وجهها وكفيها عورة ومن لم يفعل مثل هذه الأفعال فهو اثم قلبه غير مؤمن حق الإيمان
إن لم أطلق لحيتي فأنا مذنب واعاقب في الآخرة على هذه الخطيئة والدليل ان الرسول أمر بها
يا اخوتي في الله ان نقتدي بالرسول (ص) فهذا يزيدنا رفعة وشرفا ونثاب على إقتدائنا بالرسول الكريم لكن لا يعنى ذلك إن كل ما لم يرد فيه نص صريح بحرمانيتها او وجوبها فهي حرام أو واجبة
النقاب هو أمر محمود لامتثال النساء الحاليات الى نساء الرسول (ص) واقتداء بهن لكن اذا لم تتنقب المرأة المسلمة رغم أنها ترتدى الحجاب الذي يستر باقي جسده فهل هي مذنبة ، وان كان وجه المرأة عورة فلماذا أمر الرسول صحابي جليل أن ينظر إلى خطيبته لانه أحرى أن يؤدم بينهما فهل يأمره الرسول بالنظر الى عورة أجنبية وهل أمره الرسول أن ينظر إلى مواطن الفتنة فيها كفخذها أو صدرها أو لماذا لا يجوز للمرأة أن تتنقب في الحج إذا كان وجهها عورة
اصبح لكن منا دربه الخاص واصبحنا محاطين بعشرات الأسلاك الشائكة لا يستطيع أحد النفاذ عبرها ألي بر الأمان
اصبح ديننا مقسما بين من هو سلفى ومن هو شيعي ومن هو صوفي ومن هو وهابي ومن هو ماتريدى ومن هو لا شئ إما لانه واحد من سواد الأمة الأعظم من الشخصيات العامة أو ممن هو في ضلال
ان يكون لنا منهاجا يقربنا من ربنا فهذا شئ رائع لكن أن ندعى امتلاك الحقيقة المطلقة ومن غيرنا ضالا أو فاسقا أو كافرا فهذا لا يرتضيه لا العرف ولا الإسلام ولا نبينا محمدا (ص)
لابد لنا ان نقبل الآخر ونحترمه ونعرف ان ما يعتقده وما يؤمن به ليس لانه يريد ان يوقع بينه وبين ربه العداوة والبغضاء ولكن لانه شعر بأنه يعبد ربه على هذه الحالة وانه صادق تجاه ربه فيما يعبد
لابد أن نتناسى المسميات الطائفية التي تعصف بنا فى اتجاه رياح الحقد والكراهية تجاه بعضنا الآخر وان نلتزم بدروب الإخاء والحب والمودة فنحن في النهاية نقول
"لا اله إلا الله محمدا رسول الله"
نرفع اكف الضراعة إلى الله تعالى وندعوه أن يجمعنا على الحب والمودة لبعضنا بعضا مهما اختلفت مبادئنا ومنهاجنا وقناعاتنا فلكل له انتماءه الخاص انتماء لدينه ولمذهبه ولبلده ولاسمه ولفريقه الكروي ولدراسته الجامعية ولنظامه الفلسفي والحواري ووجب على كل منا أن يحترم انتماءات الآخر ويقدرها لكي يحترم له مبادئه وانتماءاته
ولنعيش جميعا من اجل أن نحقق ذاتنا قبل أن نتكلم عن شئ معدوم من الأساس