كتبت كثيرا في الاونة الاخيرة ... وكنت دائما امحي ما اكتب ... فافكاري في كتاباتي كانت غير مترابطة .. ومواضيعي لم تكن جاهزة للولادة على صفحات واحتي ..............ولكنني قررت ان اكتب اليوم حتى ولو لم تكن افضل كتاباتي ... هو قيح والم من جرح قديم .... عاد ليعلمني انه ما ذهب اصلا لمكان ولا شفى ولا تحسن .. بل ان حاله اسوا من ذي قبل ...................فابا واجبرني الا ان اكتب واحكي عنه .......
ليس لدي الكثير لاقوله سوى سؤال سالتني اياه سيدة غير عربية كانت في زيارتي .. كانت تتفرج على منزلي الذي قررنا الانتقال منه باذن الله لاخر ... كانت عينيها تنتقل في كل ارجاء المنزل .. وفجاة تسمرت على شيئ واحد .... شاشة التلفاز .. وعلى احد المحطات .. لافتح عيني واسمرهما انا ايضا على الشاشة معها ... مراهقون يحملون رشاشات .. يطلقون رصاصهم العشوائي في كل مكان ليصيب من كتب الله له ان يموت ويعيق اخرين ... واخرون يسوقون شباب اخرين ويهينون ادميتهم ... ويركلوهم ويرموهم ارضا ويعبئونهم في سيارة يعصروهم داخلها .. وكانهم غنم سيق للذبح .. حتى الغنم يعامل برفق وعطف اكثر منهم ...ونساء تولول وتحمل اطفالا هاربة من موت محتم .... ليعلو صوت المذيع معلنا ان الصور كانت في الاراضي الفلسطنية .. والمتقاتلون هم الفلسطينيون .. والقتلاء والمصابين والاسرى هم فلسطينيون ايضا .... واسرائيل تعلن عن اسفها لما يجري من احداث بين الفلسطينيين.... نظرت الي السيدة لتقول .... ويقولون ان اسرائيل تعتدي عليهم ؟؟؟... هم اكثر وحشية منها واقسى قلبا قتالهم فيما بينهم اكبر دليل على ذلك الا توافقيني الراي ؟؟؟ .... صمت ... صمت وكاد صمتي يخنقني ...ضاعت كل حروفي وتبعثرت افكاري ... هي ثوان مرت وكانها سنوات ثقال ليعود لبالي صورة الطفل محمد الدرة والطفلة ايمان ... وغيرهم كثر لا اعرف لهم اسما ولا عمرا ولكنهم طبعوا بصور موتهم ذكرى لا تمحى ... ولينغز الذاكرة صورة الاسرى في السجون وتعذيبهم ... لا ارى فرقا ... لا ارى فرقا .... لم اعلنها ... لم اقلها مع انها حقا ... ولكني خجلت من قولها .... كيف اعلن للسيدة اني اوافقها اننا نكره انفسنا ؟؟ .. اننا ان لم نجد من يقتلنا قتلنا انفسنا وكاننا ادمنا الموت والتعذيب... واننا ان لم يكن من يظلمنا... ظلم الاخ اخوه وذبح الرجل اخته ...ودائما العدو المجهول و الايادي الخفية هو السبب ... وكاننا ادوات .. بشر بلا عقل ... اجساد بلا ارواح ...
وعادت اليسدة لتدور في ارجاء منزلي وتثني على ما وجدته جميلا فيه ..... ووجدت نفسي صامتة ... مثل كل العرب ... اللذين اذا نطق احدهم نطق ليفوز بمنصب .. او ليناصب عربي اخر العداء ... اوليطلب من غريب ما العون ....
[/color]
[color="#cc0000"]ودعتني السيدة... وغابت عن نظري ولكن سؤالها لم يغيب عن بالي ...وحال العرب والمسلمون يتزاحمون على المناصب ويعمون ابصارهم عن الحقيقة ابقاني طوال الليل ساهرة ... مالي الا كما لغيري .. الدعاء والصبر على البلاء ... وحلم لم يبقى منه الكثير .. فالواقع قتل جزءا كبيرا منه ... اهرب اليه حالمة متمنية .. بان حلمي وملايين العرب المسلمين ربما ياتي اليوم ...... ويتحقق....................................