بتـــــاريخ : 2/12/2009 12:10:51 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 994 0


    و رحــــــــــــــــــــل أبــــــــــــي .....

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : فيافي | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    رجل رحل ابي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,

    لم أجد أحدا أحب إلي بعد عائلتي إلا أنتن لأشارككن بعض ذكرياتي

    و رحل أبي .... تاركاً أجمل ذكرى و أعذب ابتسامة

    كان أبي رحمه الله رحيماً عطوفاً كريم الأخلاق , لم أره يوماً إلا ابتسم في وجهي

    و كان هذا منهجه مع الجميع ((تبسمك في وجه أخيك صدقة)) و كان رحمه الله لا يتحرج من أن يقبل يدي

    أو جبيني أو عيني أو يضمني إلى صدره و كأني ذات ثلاثة أعوام مع أني كبيرة في العمر

    كان رحمه الله تعالى دمث الأخلاق و كان لطيفا مع العامل و مع الغريب و القريب و مع الصغير و الكبير , لقد اتصفت عائلتي بشكل عام

    بصفة الرحمة و لكن أبي كانت هذه الصفة زائدة عنده و كان يطلق عليه بــ البكاء لسرعة نزول دموعه و غزارتها فعند أي موقف تنزل دموعه

    إن رأى شيخا كبيرا بكى و إن رأى طفلا يبكي بكى و إن شاهد الأخبار بكى و إذا رويت عنده قصة لمآثر الصحابة و التابعين بكى و إن ذكرت عنده

    السيرة النبوية

    بكى , كان يكره ضرب الأطفال أو الصراخ عليهم فهو يحب الحديث بهدوء و لطف معهم , لم أذكره يوما يسب أحدا

    بل إنه يكره أن يُذكر أحد عنده بسوء

    و لم أذكره يشتم أحدا و مع ذلك كان صريحا و صادقا و ما في قلبه يذكره لسانه دون أي خداع

    لم تغب الذكريات و لم يغب طيفه في كل زاوية , كان من النوع المرتبط مع الجميع

    سبحان الله كان ذا شخصية غريبة محبوبة من الجميع و رأينا ذلك

    في أيام العزاء رأينا العمال يجتمعون حول بيتنا و يبكون رأينا الأطفال و المشايخ و كبار السن و العجائز و النساء و البنات و الله أن هناك أناسا لا نعرفهم

    كان يصل الرحم و يصل الفقير و يفسر الأحلام و يقرأ على المرضى و لكن بالخفاء فهو يستحي و يحب الخفاء

    و هاهو طيفه يعود بي إلى ذكريات الطفولة

    فقد بدأت الذكريات تتدفق بعبق زكي و رائحة شجية , كنا كأسرة واحدة نجتمع للنوم في غرفة واحدة ليس لقلة الغرف و لكن هكذا كانت أغلب

    الأسر السعودية قبل 25 عاما و كنا أنا و إخوتي نتصارع على النوم بالقرب منه و لأنه رحمه الله نشأ يتيم الأم فقد فقد أمه و عمره خمسة أعوام

    فقد جرب الحرمان و خاصة أن أسرته كانت كلها ذكورية و ليس فيها نساء حتى أنه وصل إلى عمر 18 عاما دون وجود امرأة في حياتهم فقد

    فقد كامل أسرته نساءهم إما بالولادة أو بالأمراض و لا ننسى ضيق ذات اليد فذلك الزمن الذي لم يمكنهم من الزواج

    لذلك نتيجة لهذا الحرمان أصبح أبي رحمه الله ممن يستبشر بالبنات و يحبهن كثيرا , لذلك أغدق علينا رحمه الله بالحب و الحنان فكنت أنام

    بينه و بين أمي و أضمه إلى صدري و أختي الأصغر مني تنام خلفه لتتعلق برقبته من الخلف و مع ذلك لم يتضايق من مضايقتنا له كنا ننام

    و نحن نلتف حوله و كان أخي ينام بالقرب من أمي و كنا نتناوب بالنوم في حضنه حتى وصلت للمرحلة المتوسطة و تم إقصائي من النوم في حضنه

    بسبب استيلاء أخواتي الأصغر سناً عليه و مع ذلك كنت أستغل تلك المساحة الصغيرة في الغرفة لأنام تحت قدميه

    لقد أعدنا رحمه الله للحياة بنوع من التربية النادرة فكان كثيرا ما يحكي لنا القصص و لكن ليست كأي قصص

    كان يروي لنا قصصا عن السيرة و يزرع في قلوبنا حب الدين و العزة و التفاخر بالدين و بأمجاد السابقين و كان يحكي لنا عن الجنة و النار و اليوم الآخر

    و علامات الساعة و حياة البرزخ و يتلذذ بتلك الأحاديث و تلك القصص

    كان يربينا كيف نأكل و كيف نتحدث و كيف نعامل الناس و أن لا نحمل في قلوبنا ضغينة أو حسد أو كرها لأحد

    و كان كثيرا ما يوصينا بصلة الرحم و الكرم و الصدقة و الهدية فكان يقول يصدق بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم (( تهادوا تحابوا ))

    هذه بعض ذكرياتي مع أبي الحبيب رحمه الله و أسأله بمنه و كرمه أن يغفر له و يرحمه و يكرم نزله و يسكنه الفردوس الأعلى

    و لي عودة بعبق آخر من الذكريات إذا سمحتن لي بأن أفضفض لكن


    في أمان الله

    كلمات مفتاحية  :
    رجل رحل ابي

    تعليقات الزوار ()