أتساءل .. هل قلب والديَّ من حجر ؟؟!!
ابنهما أنا ..
بأخطائي .. بتقصيري .. بذنوبي .. بعيوبي
إلى متى هذا اللوم والتقريع و التأنيب الساخر اللاذع
أحدثا في قلبي حرقة و ألما ..
أيقنت أني فاشل .. حقا فاشل .. في كل شيء ..
سمعت هذه الكلمة القاتلة كثيرا منهما بلا رحمة حتى أيقنت بها
أمــــــاه ..
لقد عجزت عن إصلاح نفسي .. حاولت كثيرا لكنني لم أفلح
كلماتك اللاذعة طعنات تغرسينها في قلبي و أنت تعلمين أو لا تعلمين ..
شتتت فكري .. أرقتني .. أتأمل مفرداتك و معانيها فيحترق فؤادي ألف مرة
و ليتك بذلك تكتفين ..
تثيرين غيظ أبي ضدي .. فيقتل كرامتي و رجولتي .. بل يسحقني و هويصفني بالأبله المعتوه الفاشل
و أحيانا يضربني عندما لا أستطيع الصمود أمام كلماته و أدافع عن نفسي ..
يعيرني بفشلي الدراسي .. يصفني بأحقر الصفات عندما لا أطيعه في أمر مما يزيد من تمردي
يوقظني للصلاة بعنف و قسوة فأزداد غيا و انصرافا عنها
يستخف باختياري لأصدقائي الذين لاهم لهم سوى الملاهي و الشهوات فأزداد تمسكا بهم
أجلس مع نفسي فأراني حقا فاشل في كل شيء
عجزت أن أوفق في دراستي .. وعجزت عن إصلاح نفسي و إرغامها على المحافظة على الصلوات
و عجزت عن إرضاء أمي و أبي و برهما بسبب قسوتهما علي ، و عجزت عن الانضمام لصحبة صالحة لأن
مظهري يدل على بعدي عن الله .. فلم أجد سوى رفقاء السوء لأنهم هم
من يتقبلني كما أنا لكن بثمن باهظ .. بالانغماس معهم في شهواتهم و اتباعهم في غيهم و بعدهم عن الله
كلما عدت إلى المنزل أرى وجوهكم تشتعل غيظا علي .. قذف و شتم و استهزاء بي فأعود مرة أخرى إلى رفقائي
ليمزحوا و يلعبوا معي و يعطوني ما به أنسى الهموم ..
و عندما أفيق أجدني مربطا بالسلاسل بيد والدي الذي عجز عن إيجاد حل يصلح حالي به ..
أثور و أصرخ .. فأقابل بالدعوات علي بأن يمحوني الله من حياتهم ..
ألم يكن بالإمكان أن يدعوا لي بالصلاح .. أن يرفقوا بي أن يحتووني أو يرحموا ذلي لرفقاء السوء
هاهو يوم الجمعة أقبل .. قد أكون مجرما في حق نفسي .. لكن ذلك أهون علي من إجرامي في حق والدي
و حق المجتمع .. فأنا عضو فاسد لابد أن يجتث منه ..
أمي دعيني أقبل قدميك .. اليوم سأساعدك في أعمال المنزل .. سأحافظ على الصلاة .. سأترك رفقاء السوء
سأترك الإدمان و إلى الأبد .. سأحقق لك دعوتك علي .. سأريحك مني و أريح أبي ..
و لتهنأ حياتكم من بعدي .. إن كنت عاصيا و مصيري إلى الجحيم فما علي إن قدمت بنفسي إلى هذا المصير
لعلكما تعفوان عني إن علمتما أني لم أقدم على هذه الخطوة إلا من أجل أن أريحكما مني وإلى الأبد 
--------------------
لك اللــــــــــــه يا غـــــزة العــــزة والإبـــــــــــــاء
اللهم انصر أخواننا المستضعفين المحاصرين فإنك عدل قوي قادر عزيز
