بتـــــاريخ : 6/24/2008 1:41:17 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3617 1


    أمثلة من شعر العتاب [ منقول عن العمدة لابن رشيق ]

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : AgainESS | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

         كتاب العمدة في محاسن الشّعر وآدابه ونقده ، لابن رشيق القيروانيّ ، أثر لا بدّ لكلّ مهتمّ بالشّعر من

     الاطّلاع ليه والوقوف طويلا عند كلّ أبوابه للاستلهام منها ، انتقيت لكم من هذا الأثر باب العتاب لشيء

    في نفسي ، وهو أنّي لاحظت أنّنا لا نحسن العتاب سواء في الحياة الاجتماعيّة أو في المنتديات أو الشّعر

    ، إليكم الباب منقول عن ابن رشيق القيروانيّ المولود سنة 390 للهجرة والمتوفَّى سنة 456 للهجرة :

    العتاب ، وإن كان حياة المودّة ، وشاهد الوفاء ، فإنّه باب من أبواب الخديعة ، يسرع إلى الهجاء ،

    وسبب وكيد من أسباب القطيعة والجفاء ، فإذا قلّ كان داعية للألفة وقيْد الصّحبة ، وإذا كثر خشن جانبه

    وثقل صاحبه .

        وللعتاب طرائق كثيرة ، وللنّاس فيه ضروب مختلفة ، فمنه ما يمازجه الاستعطاف ، ومنه ما يداخله

    الاحتجاج والانتصاف ، وقد يعرض فيه المنّ والإجحاف ، نثلما يشركه الاعتذار والاعتراف .

    وأحسن النّاس طريقا في عتاب الأشراف شيخ الصّناعة وسيّد الجماعة أبو عُبادة البحتريّ الّذي يقول :

     

     

    يريّبني الشّيء تأتي به           وأُكبِرُ قدرَك أن أستريبا

    وأكره أن أتمادى على        سبيل اغترار فألقى شعوبا

    أكذّب ظنّي بأن قد سخطْتَ        وما كنت أعهد ظنّي كذوبا

    وإن لم تكن ساخطا لم أكنْ       اُذمُّ الزّمانَ وأشكو الخطوبا

    ولا بدّ من لومة أنتحي       عليك بها مخطئا أو مصيبا

    أيصبح وردي في ساحتيْــــــــــــك طرقا ، ومرعايّ محلاً جديبا

    أبيع الأحبّة بيع السّوام       وآسى عليهم حبيبا حبيبا

    ففي كلّ يوم لنا موقف      يشقّق الوداع فيه الجيوبا

    وما كان سخطُكَ إلاّ الفراقَ      أفاض الدّموع وأشجى القلوب

    ولو كنتُ أعلمُ ذنبالما        تخالجني الشّكّ في أن أتوبا

    سأصبر حتّى ألاقي رضا      كَ إمّا بعيدا وإمّا قريبا

    أراقب رأيكَ حتّى يصحَّ    وأنظر عطفك حتّى يؤوبأ

     

     

    ومن عتاب أبي تمّام قوله لابن عبدالملك الزّيّات :

    لئن هممي أوجدتني في تقلّبي      مآلا لقد أفقدني منك موائلا

    وإن رمت أمرا مدبر الوجه إنّني      لأترك حظّا في فنائك مقبلا

    وإن كنت أخطو ساحة لمحلّ إنّني     لأترك روضا من جداك وجدولا

    كذلك لا يلقي المسافر رحله      إلى منقل حتّى يخلّف منقلا

    ولا صاحب التّطواف يعمر منهلا      وربعا إذا لم يخل ربعا ومنهلا

    .....

     

     

    ومن عتاب المتنبّي سيف الدّولة :

    يا أعدل النّاس إلاّ في معاملتي      فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

    أعيدها نظرات منك صادقة     أن تحسب الشّحم فيمن شحمه ورم

    وما انتفاع أخي الدّنيا بناظره     إذا استوت عنده الأنوار والظّلم

    أنا الّذي نظر الأعمى إلى أدبي     وأسمعتْ كلماتي من به صمم

    أنام ملء جفوني عن شواردها      ويسهر النّاس جرّاها ويختصم

    وجاهل مدّه في جهله ضحكي       حتّى أتته يد فراسة وفم

    إذا رأيت نيوب اللّيث بارزة      فلا تظنّنّ أنّ اللّيث يبتسم

     

     

    فهذا الكلام في ذاته في نهاية الجودة ، غير أنّه من جهة الواجب والسّياسة غاية في القبح والرّداءة ،

    وإنّما غرّض بقوم كانوا ينتقصونه عند سيف الدّولة ويعارضونه في أشعاره ، والإشارة كلّها إلى سيف

    الدّولة ، ثمّ قال بعد أبيات :

     

     

    يا من يعزّ علينا أن نفارقهم      وجداننا كلّ شيء بعدكم عدم

    ما كان أخلقنا منكم بتكرمة     لو أنّ أمركم من أمرنا أمم

    إن كان سرّكم ما قال حاسدنا     فما الجرح إذا أرضاكم ألم

    وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة     إنّ المعارف في أهل النّهي ذمم

    كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم      ويكره الله ما تأتون والكرم

    ما أبعد العيب والنّقصان من شرفي     أنا الثّريا وذان الشّيب والهرم

    ليت الغمام الّذي عندي صواعقه     يزيّنهنّ إلى من عنده الدِّيَمُ

    أرى النّوى يقتضيني كلّ مرحلة      لا تستقل بها الوخّادة الرُّسُمُ

    لئن تركنا ضميرا عن ميامننا      ليحدثنّ لمن ودّعتهم عدم

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي

    تعليقات الزوار ()