بتـــــاريخ : 12/23/2008 12:51:00 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1230 0


    تفسير الآية 13و14 من سورة الفرقان

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : لينا123 | المصدر : 7awa.roro44.com

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الأية سورة الفرقان

    الحمد لله رب العامين والصلاة وسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
    عباد الله اعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت وموقوفون على أعمالكم ومجزيون بها ثم فريق في الجنة فرحون بما آتاهم ربهم وفريق في النار ينادون ويا ثبوراه .فنسأل الله أن نكون من أصحاب الجنة ونعوذ بالله أن نكون من أهل النار، وهده تفاسير لبعض أئمتنا الأعلام لمعنى الثبور وأهله.
    يقول الطبري رحمه الله في معنى هده الآية (1)
    12- "إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً" هذه الجملة الشرطية في محل نصب صفة لسعيراً لأنه مؤنث بمعنى النار، قيل معنى إذا رأتهم: إذا ظهرت لهم فكانت بمرأى الناظر في البعد، وقيل المعنى: إذا رأتهم خزنتها، وقيل إن الرؤية منها حقيقية وكذلك التغيظ والزفير، ولا مانع من أن يجعلها الله سبحانه مدركة هذا الإدراك. ومعنى "من مكان بعيد" أنها رأتهم وهي بعيدة عنهم، قيل بينها وبينهم مسيرة خمسمائة عام. ومعنى التغيظ: أن الصوت الذي يسمع من الجوف. قال الزجاج: المراد سماع ما يدل على الغيظ وهو الصوت: أي سمعوا لها صوتاً يشبه صوت المتغيظ. وقال قط[1] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...f=13#_ftn1)رب: أراد عملوا لها تغيظاً وسمعوا لها زفيراً كما قال الشاعر: متقلداً سيفاً ورمحاً أي وحاملاً رمحاً، وقيل المعنى: سمعوا فيها تغيظاً وزفيراً للمعذبين كما قال: "لهم فيها زفير وشهيق" وفي اللام متقاربان، تقول: افعل هذا في الله ولله.
    13- "وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً" وصف المكان بالضيق للدلالة على زيادة الشدة وتناهي البلاء عليهم، وانتصاب "مقرنين" على الحال: أي إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً حال كونهم مقرنين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالجوامع مصفدين بالحديد، وقيل مكتفين، وقيل قرنوا مع الشياطين: أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في سورة إبراهيم "دعوا هنالك" أي في ذلك المكان الضيق "ثبوراً" أي هلاكاً. قال الزجاج: وانتصابه على المصدرية: أي ثبرنا ثبورا، وقيل منتصب على أنه مفعول له، والمعنى: أنهم يتمنون هنالك الهلاك وينادونه لما حل بهم من البلاء.
    فأجيب عليهم بقوله: 14- "لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً" أي فيقال لهم هذه المقالة، والقائل لهم هم الملائكة: أي اتركوا دعاء ثبور واحد، فإن ما أنتم فيه من الهلاك أكبر من ذلك وأعظم، كذا قال الزجاج "وادعوا ثبوراً كثيراً" والثبور مصدر يقع على القليل والكثير فلهذا لم يجمع، ومثله ضربته ضرباً كثيراً، وقعد قعوداً طويلاً، فالكثرة هاهنا هي بحسب كثرة الدعاء المتعلق به، لا بحسب كثرته في نسبه، فإنه شيء واحد. والمعنى: لا تدعوا على أنفسكم بالثبور دعاءً واحداً وادعوه أدعية كثيرة، فإن ما أنتم فيه من العذاب أشد من ذلك لطول مدته وعدم تناهيه، وقيل هذا تمثيل وتصوير لحالهم بحال من يقال له ذلك من غير أن يكون هناك قول، وقيل إن المعنى إنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحداً بل هو ثبور كثير لأن العذاب أنواع، والأولى أن المراد بهذا الجواب عليهم الدلالة على خلود عذابهم وإقناطهم عن حصول ما يتمنونه من الهلاك المنجي لهم مما هم فيه، ثم وبخهم الله سبحانه توبيخاً بالغاً على لسان رسوله.
    يقول القرطبي رحمه الله في معنى هده الآية (1)
    الآيات: 11 - 14 {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا، وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا، لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}
    قوله تعالى: "بل كذبوا بالساعة" يريد يوم القيامة. "وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا" يريد جهنم تتلظى عليهم. "إذا رأتهم من مكان بعيد" أي من مسيرة خمسمائة عام. "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" قيل: المعنى إذا رأتهم جهنم سمعوا لها صوت التغيظ عليهم. وقيل: المعنى إذا رأتهم خزانها سمعوا لهم تغيظا وزفيرا حرصا على عذابهم. والأول أصح؛ لما روي مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا) قيل: يا رسول الله! ولها عينان؟ قال: (أما سمعتم الله عز وجل يقول: "إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا" يخرج عنق من النار له عينان تبصران ولسان ينطق فيقول وكلت بكل من جعل مع الله إلها آخر فلهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم فيلتقطه) في رواية (فيخرج عنق من النار فيلتقط الكفار لقط الطائر حب السمسم) ذكره رَزين في كتابه، وصححه ابن العربي في قبسه، وقال: أي تفصلهم عن الخلق في المعرفة كما يفصل الطائر حب السمسم من التربة. وخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق بقول إني وكلت بثلاث بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين). وفي الباب عن أبي سعيد قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال الكلبي: سمعوا لها تغيظا كتغيظ بني آدم وصوتا كصوت الحمار. وقيل: فيه تقديم وتأخير، سمعوا لها زفيرا وعلموا لها تغيظا. وقال قطرب: التغيظ لا يسمع، ولكن يرى، والمعنى: رأوا لها تغيظا وسمعوا لها زفيرا؛ كقول الشاعر:
    ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
    أي وحاملا رمحا. وقيل: "سمعوا لها" أي فيها؛ أي سمعوا فيها تغيظا وزفيرا للمعذبين. كما قال تعالى: "لهم فيها زفير وشهيق" [هود: 106] و"في واللام" يتقاربان[2] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...d&f=13#_ftn2)؛ تقول: أفعل هذا في الله ولله. "وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين" قال قتادة: ذكر لنا أن عبدالله كان يقول: إن جهنم لتضيق على الكافر كتضييق الزج على الرمح؛ ذكره ابن المبارك في رقائقه. وكذا قال ابن عباس، ذكره الثعلبي والقشيري عنه، وحكاه الماوردي عن عبدالله بن عمرو. ومعنى "مقرنين" مكتفين؛ قاله أبو صالح. وقيل: مصفدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل: قرنوا مع الشياطين؛ أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه؛ قاله يحيى بن سلام. وقد مضى هذا في "إبراهيم" وقال عمرو بن كلثوم:
    فأبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مقرنينا
    "دعوا هنالك ثبورا" أي هلاكا؛ قاله الضحاك. ابن عباس: ويلا. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أول من يقول إبليس وذلك أنه أول من يكسى حلة من النار فتوضع على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من خلفه وهو يقول واثبوراه). وانتصب على المصدر، أي ثبرنا ثبورا؛ قاله الزجاج. وقال غيره: هو مفعول به.
    قوله تعالى: "لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا" فإن هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة. وقال: ثبورا لأنه مصدر يقع للقليل والكثير فلذلك لم يجمع؛ وهو كقولك: ضربته ضربا كثيرا، وقعد قعودا طويلا. ونزلت الآيات في ابن خطل وأصحابه.
    يقول ابن كثير رحمه الله في معنى هده الآية (1)
    وقوله {مقرنين} قال أبو صالح: يعني مكتفين {دعوا هنالك ثبوراً} أي بالويل والحسرة والخيبة {لاتدعوا اليوم ثبوراً واحداً} الاَية. روى الإمام أحمد: حدثنا عفان, حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن أنس بن مالك أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: «أول من يكسى حلة من النار إبليس, فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من بعده, وهو ينادي ياثبوراه, وينادون ياثبورهم حتى يقفوا على النار, فيقول يا ثبوراه ويقولون ياثبورهم, فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً, وادعوا ثبوراً كثيراً» لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة. ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن سنان عن عفان به, ورواه ابن جرير من حديث حماد بن سلمة به. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله {لاتدعوا اليوم ثبوراً واحداً} الاَية, أي لاتدعوا اليوم ويلاً واحداً, وادعوا ويلاً كثيراً, وقال الضحاك: الثبور الهلاك, والأظهر أن الثبور يجمع الهلاك والويل والخسار والدمار, كما قال موسى لفرعون {وإني لأظنك يافرعون مثبورًا} أي هالكاً. وقال عبد الله بن الزبعري:
    إذ أجاري الشيطان في سنن الغــي ومن مال ميله مثبور).
    اماالجلالين رحمهما الله فبقلا في معنى هده الآية2)
    13 - (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا) بالتشديد والتخ[3] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...f=13#_ftn3)فيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له (مقرنين) مصفدين قد قرنت أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديد للتكثير (دعوا هنالك ثبورا) هلاكا فيقال لهم
    14 - (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) كعذابكم
    تفسير فتح القدير:
    13- "وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً" وصف المكان بالضيق للدلالة على زيادة الشدة وتناهي البلاء عليهم، وانتصاب "مقرنين" على الحال: أي إذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً حال كونهم مقرنين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالجوامع مصفدين بالحديد، وقيل مكتفين، وقيل قرنوا مع الشياطين: أي قرن كل واحد منهم إلى شيطانه، وقد تقدم الكلام على مثل هذا في سورة إبراهيم "دعوا هنالك" أي في ذلك المكان الضيق "ثبوراً" أي هلاكاً. قال الزجاج: وانتصابه على المصدرية: أي ثبرنا ثبورا، وقيل منتصب على أنه مفعول له، والمعنى: أنهم يتمنون هنالك الهلاك وينادونه لما حل بهم من البلاء.
    فأجيب عليهم بقوله: 14- "لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً" أي فيقال لهم هذه المقالة، والقائل لهم هم الملائكة: أي اتركوا دعاء ثبور واحد، فإن ما أنتم فيه من الهلاك أكبر من ذلك وأعظم، كذا قال الزجاج "وادعوا ثبوراً كثيراً" والثبور مصدر يقع على القليل والكثير فلهذا لم يجمع، ومثله ضربته ضرباً كثيراً، وقعد قعوداً طويلاً، فالكثرة هاهنا هي بحسب كثرة الدعاء المتعلق به، لا بحسب كثرته في نسبه، فإنه شيء واحد. والمعنى: لا تدعوا على أنفسكم بالثبور دعاءً واحداً وادعوه أدعية كثيرة، فإن ما أنتم فيه من العذاب أشد من ذلك لطول مدته وعدم تناهيه، وقيل هذا تمثيل وتصوير لحالهم بحال من يقال له ذلك من غير أن يكون هناك قول، وقيل إن المعنى إنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحداً بل هو ثبور كثير لأن العذاب أنواع، والأولى أن المراد بهذا الجواب عليهم الدلالة على خلود عذابهم وإقناطهم عن حصول ما يتمنونه من الهلاك المنجي لهم مما هم فيه، ثم وبخهم الله سبحانه توبيخاً بالغاً على لسان رسوله.
    يقول البغوي رحمه الله في معنى هده الآية: (1)
    13- "وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً"، قال ابن عباس: تضيق عليهم كما يضيق الزج في الرمح، "مقرنين"، مصفدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل: مقرنين مع الشياطين في السلاسل، "دعوا هنالك ثبوراً"، قال ابن عباس: ويلاً. وقال الضحاك: هلاكاً، وفي الحديث: "إن أول من يكسى حلة من النار إبليس، فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه، وذريته من خلفه، وهو يقول: يا ثبوراه، وهم ينادون: يا ثبورهم، حتى يقفوا على النار فينادون: يا ثبوراه، وينادي: يا ثبورهم".
    فيقال لهم: 14- " لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا "[4] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...d&f=13#_ftn4)، قيل: أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة، فادعوا أدعية كثيرة.
    يقول الشيخ السعدي رحمه الله في معنى هده الآية (2)
    " دعوا هنالك ثبورا "
    دعوا على أنفسهم بالثبور ، والخزي والفضيحة ، وعلموا أنهم ظالمون معتدون ، قد عدل فيهم الخالق ، حيث أنزلهم بأعمالهم هذا المنزل ، وليس ذلك الدعاء والاستغاثة بنافعة لهم ، ولا مغنية من عذاب الله . بل يقال لهم :
    " لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا "
    أي : لو زاد ما قلتم أضعاف أضعافه ، ما أفادكم إلا الهم ، والغم ، والحزن .

    علماءنا
    جلا وعلى
    يقول الشيخ أمين الشنقبطي رحمه الله في معنى هده الآية (1)
    قوله تعالى: {وَإَذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً * لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وٰحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن أهل النار إذا ألقوا: أي طرحوا في مكان ضيق من النار، في حال كونهم مقرنين، دعوا هنالك: أي في ذلك المكان الضيق ثبوراً، فيقال لهم: لا تدعو ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً، فقوله: مكاناً منصوب على الظرف، كما قال أبو حيان في البحر المحيط.
    وما ذكره هنا من أنهم يلقون في مكان ضيق من النار، جاء مذكوراً أيضاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} وقوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِنَا هُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ} ومعنى مؤصدة في الموضعين بهمز، وبغير همز: مطبقة أبوابها، مغلقة عليهم كما أوضحناه بشواهده العربية في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَـٰسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ} ومن كان في مكان مطبق مغلق عليه، فهو في مكان ضيق، والعياذ بالله، وقد ذكر أن الواحد منهم يجعل في محله من النار بشدة كما يدق الوتد في الحائط، وعن ابن مسعود: أن جهنم تضيق على الكافر كتضييق الزج على الرمح. والزج بالضم: الحديد[5] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...d&f=13#_ftn5)ة التي في أسفل الرمح.
    وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: مقرنين: أي في الأصفاد بدليل قوله تعالى في سورة إبراهيم {وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ في ٱلاْصْفَادِ} والأصفاد والقيود. والأظهر أن معنى مقرنين: أن الكفار يقرن بعضهم إلى بعض في الأصفاد والسلاسل، وقال بعض أهل العلم: كل كافر يقرن هو وشيطانه، وقد قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ}.
    وهذا أظهر من قول من قال: مقرنين مكتفين، ومن قول من قال: مقرنين: أي قرنت أيديهم إلى[6] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...ead&f=13#_ftn6) أعناقهم في الأغلال، والثبور: الهلاك والويل والخسران.
    وقال ابن كثير: والأظهر أن الثبور يجمع الخسار والهلاك والويل والدمار. كما قال موسى لفرعون: {وَإِنّى لاظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُورًا} أي هالكاً، قال عبد الله بن الزبعري السهمي: إذا جارى الشيطان في سنن الغســــــى ومن مال ميله مثبور. ا هـــ
    وقال الجوهري في صحاحه: والثبور الهلاك والخسران أيضاً، قال الكميت: ورأت قضاعة في الأيا من رأى مثبور وثابر
    أي مخسور وخاسر يعني في انتسابها لليمن. ا هـــ منه.
    وقوله تعالى: {دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} معنى دعائهم الثبور هو قولهم: واثبوراه، يعنون: يا ويل، ويا هلاك، تعال، فهذا حينك وزمانك.
    وقال الزمخشري: ومعنى وادعوا ثبوراً كثيراً أنكم وقعت[7] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...d&f=13#_ftn7)م فيما ليس ثبوركم فيه واحداً، إنما هو ثبور كثير، إما لأن العذاب أنواع وألوان، كل نوع منها ثبور، لشدته وفظاعته، أو لأنهم كلما نضجت جلودهم بدلوا غيرها، فلا غاية لهلاكهم. ا هـــ. تنبيه
    اعلم أنه تعالى في هذه الآية الكريمة قال: مكاناً ضيقاً، وكذلك في الأنعام في قوله تعالى: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً} وقال في هود {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} فما وجه التعبير في سورة هود، بقوله: ضائق على وزن فاعل، وفي الفرقان والأنعام بقوله: ضيقاً على وزن فيعل، مع أنه في المواضع الثلاثة هو الوصف من ضاق يضيق، فهو ضيق.
    نسأل الله أن يوفقنا للإستعداد ليوم الحاجة والمعاد ولا يجعلنا من النادمين.
    وصلى الله على وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    [1] (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...&f=13#_ftnref1) تفسير الطبري

    [/url]1 تفسير القرطبي

    (
    http://www.salafyoun.com/newthread.p...=13#_ftnref2)1
    تفسير ابن كثير
    تفسير الجللالين 2

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الأية سورة الفرقان

    تعليقات الزوار ()