بتـــــاريخ : 6/19/2008 2:59:33 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1235 0


    علاج الخجل

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د / مأمون حموش | المصدر : www.arabs2day.ws

    كلمات مفتاحية  :
    علاج
    للدكتور مأمون حموش


    الخجل – كما يعرفه علماء النفس : هو استعداد وجداني وانفعالي يتمثل في العلاقات بين الخجول والآخرين ، وهو مرض وظيفي يتجلى بفعل ضرب من عدم التكيف المؤقت أو الدائم .

    فالخجول محشو بعناصر شديدة التعقيد ، ثم إن ضروبا من الخجل مختلفـــــة تتأثر بظروف شتى من الواقع .
    وأما المظاهر العامة لدى الخجولين فهي تقسم لدى الباحثين إلى المظاهر فيزيولوجية والمظاهر سيكولوجية :

    فالمظاهر الفيزيولوجية و تتجلى في الأعراض التالية :
    1- اضطرا بات في الإفرازات : جفاف الريق ، تعرق بالأطراف ، سيلان مفرط في اللعاب .

    2- توسع الأوردة السطحية : وهو الذي يسبب احمرار الوجه والبشرة .

    3- انقباض الأوردة السطحية : وهو الذي يسبب اصفرار الوجه وشحوبه.

    4- اضطرابات في الكلام والنفس : كتشنج الصدر وتصلب الحبال الصوتية ، والذي يظهر أحيانا في صورة كلام متقطع ، ونفس مضطرب ، ولجلجة ، وتغير في الصوت والنبرة .

    5- تصلب العضلات : نحو فقدان التوازن ورعونة في الحركات الإرادية ورغبة كاذبة في التبول .

    6- ارتعاش الأصابع و رجفان متقطع .

    7- شعور بالإنهاك والغم والوهن و وشوك الإغماء .

    و أما المظاهر السكولوجية فتتجلى في السمات التالية :
    1-شدة الملاحظة وضيق ساحة الشعور : نظرات حادة إلى ما يثير الخجل وشعور بالشلل وغياب الذكاء ، الأمر الذي يدعو بعض علماء النفس للحكم على الخجول بأنه صاحب استجابة حمقاء ، أو الحكم على الخجول الذكي جدا بأنه غبي .

    2- استقرار أدق التفاصيل في الدماغ : فالخجول يهتم بأدق التفاصيل وأصغر الألفاظ ، ويختزن ذلك في ذاكرته ، ويلي ذلك ما يسمى بالاجترار النفسي الذي يدور كالطاحون .

    3- الرعب المصحوب بالضيق الداخلي الشديد والإحساس بالإختناق .

    يقول الباحث الفرنسي (( بيير داكو )) : ( ويعقب الهرب هذا الرعب أولا . وقد يكون الهرب جزئيا كالمحاضر الذي يبتر موضوعه . وقد يعقبه الخدار والعطالة . فالهرب الحقيقي نادر جدا ، ولكن استبعاد رغبة الهرب هذا يفرز الرعب ، وكل تراجع ، والحالة هذه ، يتوقف . ويشعر الخجول ، شعورا قد يكون قاسيا ، بخوف الحيوان الذي سدت عليه منافذ الهرب ولا سيما أن العقل والذكاء يلفهما الضباب الكثيف الذي يشل كل حركة . وذلك أمر ينبغي لنا أن لا ننساه )[1] .

    4- تحري الإبتعاد عن مواجهة مواطن الخجل : كرفض حضور بعض الندوات واللقاءات ، وكرفض المشاركة في بعض المناقشات والمحاورات ، وكالتأخر المتعمد عن موعد بعض المناسبات .

    ويرى الباحثون أن مثل هذه الخشية المرافقة للخجول تثير عنده بعض ضروب التوعك الجسدي : كالزكام الكاذب بسبب توسع العروق ، وكالآلام القلبية بفعل انقباضات المنطقة التي تقع أمام القلب .

    كما أنه يمكن القول : إن المصاب بالخجل ينتابه الشعور بالعجز عن التكيف مع أي عمل اجتماعي سوي ، كما يتعزز لديه أن الإخفاق أمر محتم ، ويرافق ذلك شعور بالإثم و وسواس مستمر منهمك . كما أن ثم انطوائية لدى الخجول وإسقاطا شديدا خارج ذاته ، فالخجول يجتر إخفاقاته ، الأمر الذي يفاقم خجله ، ويرى الباحثون في علم النفس أن الخجل يظهر عندما يعيش الشخص ، منذ طفولته ، نمطا من الحياة غير طبيعي في الاتصالات الاجتماعية وطويل الأمد ، ومن أهم هذه الحالات :

    1- الطفل المتهم ظروف بيتية غير طبيعية ، إذا نشؤوا في جو ممزق الأوصال فأصابهم الإحباط بفعل نقص المحبة .

    2- أطفال غالى آباؤهم بالصياح داخل البيت وحل المشاكل بالعنف والاضطهاد .

    3- أطفال غالى في رعايتهم آباء يعتقدون بحسن صنيعهم ، ويرون تفضيل غير الطفل في كل شيء ، وربما عبروا عن ذلك باستمرار : ( إنكم ما زلتم صغارا ) حتى تراكم ذلك في نفوس هؤلاء الأطفال .

    4- أطفال وهنت عزيمتهم بتأثير جو يغالي في طلب النضج ، أو جو لا تستطيع الحساسية أن تتفتح فيه بسهولة ، كاليتيم إذا رباه شخص مسن .

    5- أطفال أصابهم الإحباط بسبب نقص الفهم ، ومثال ذلك : طفل مثالي مع آباء ماديين .

    6- أطفال يسحقهم آباء متسلطون لا يحتملون إرادة مباينة لإرادتهم ، ولا يقبلون أن يسمعوا رأيا مخالفا لآرائهم .

    7- أطفال يعتقد والدهم أنه ذو ذكاء خارق ، وهو لا يكف يحدث بذلك ويظهره بشكل يخلف أثرا سلبيا على أبنائه .

    8- أطفال خلقوا مشوهين أو لحقت بهم بعض العاهات ، أو اختلفوا في تركيبهم الخلقي عن أقرانهم في بعض الأعضاء ، و نشؤوا في بيئة لا ترحم مصابا بل يعيره أهلها باستمرار ، حتى أصبح الفرد المصاب يظن أن الآخرين لا يرون منه غير هذا العيب .

    9- أشخاص يعيشون في وسط متهكم ، أو وسط تكثر بين أبنائه السخرية والاستهزاء والتقريع اللاذع ، وخاصة إذا صدر ذلك للشخص من مرؤوسيه .

    ويرى الباحثون في مجال النفس أن علاج الخجل لابد أن ينطلق من الأمور التالية :
    1- كشف العقد والجروح المعنوية ، وضروب الإحباط و الإذلال .

    2- كشف ( تبلورات ) الخجول ، فهو يتجمد غالبا على أحداث سابقة فيبقى ثابتا عليها ، فإن أحداثه السابقة هي بمثابة مسمار مغروس في ماضيه الوجداني .

    3- العودة إلى الأسرة ومراحل حياتها المختلفة ، إذا لابد للعلاج النفسي من دراسة وتحليل شروط الحياة العائلية .

    4- العودة إلى المدرسة ودراسة ظروفها وتأثيرها المختلفة وما خلفته في نفوس من تخرج منها .

    5- مراجعة الحياة الزوجية والأسس التي قامت عليها وطبيعة الروابط بين الزوجين وأثر ذلك على نفوس الأبناء و الأحفاد .

    6- التركيز على الظروف التي رافقت مرحلة المراهقة ، وكيفية تعامل الآباء مع أبنائهم في تلك المرحلة .

    7- تحليل ضروب الشعور بالإثم والخزي وخيبة الأمل نتيجة فساد أخلاق المجتمع .

    فيربط العلماء الظروف الراهنة لدى الخجول بوجدانية الأمس ، ويبحثون بحثا عميقا عن الطفالات وأثرها على السلوك المعاصر ، فالطفالة : مصطلح سيكولوجي ، وهي باختصار : تثبيت وجداني أو انفعالي على الماضي يعوق تطور الفرد السيكولوجي ، ويؤثر على طبيعة سلوكه الاجتماعي واستجابته لتغيرات الظروف المحيطة .

    فإلى عرض هذه الظاهرة المرضية على منهج الوحيين : القرآن والسنة الصحيحة لاستخراج العلاج الأمثل لمشكلة الخجل التي قد تأخذ شكلا سلبيا يتزايد مع الزمان ويعيق تطور بعض أبناء المجتمع نحو حياة أفضل .

    لقد نظر الوحي الكريم إلى هذه المشكلة من جذورها وسلط الضوء على أقصى التربة لنموها وتفاقمها ، فاعتبر الأسرة ومناخها العامل الأكبر في نشوء مثل هذه الظاهرة ، يليها في ذلك جو المدرسة والبيئة الاجتماعية المحيطة .

    فالأب والأم هما قائدا سفينة الأسرة ومسؤولان أولا عن انحراف مسارها أو تعثر بعض أفرادها .

    ففي جامع الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة عن النبي e قال : [ كل مولود يولد على الملة ، فأبواه يهودانه ، و ينصرانه ، ويشركانه . قيل : فمن هلك قبل ذلك ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .

    وله شاهد عند الطبراني بسند صحيح عن الأسود بن سريع ، عن النبي e قال : [ كل مولود يولد على الفطرة ، حتى يعرب عنه لسانه ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ] .

    وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي e قال : [ كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ، . . . .، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ] .

    فغياب الظروف الصحية داخل الأسرة يفرز بين الفينة والأخرى أعضاء مصابين هم ضحايا الاستهتار المضروب على مناخ البيت وما يحيط . وتفصيل ذلك :

    http://www.fostat.com/fostat1/news....6082bc484ec51de
    كلمات مفتاحية  :
    علاج

    تعليقات الزوار ()