| 
            
                
                    علاج الخجل 
                
                الناقل :
                    elmasry
                     
                    |  العمر   :43
                    |  الكاتب الأصلى  :
                    د / مأمون حموش
                    | المصدر   :
                    www.arabs2day.ws
                
                
                
                    للدكتور مأمون حموش 
 
 
الخجل – كما يعرفه علماء النفس : هو استعداد وجداني وانفعالي يتمثل في العلاقات بين الخجول والآخرين ، وهو مرض وظيفي يتجلى بفعل ضرب من عدم التكيف المؤقت أو الدائم . 
 
فالخجول محشو بعناصر شديدة التعقيد ، ثم إن ضروبا من الخجل مختلفـــــة تتأثر بظروف شتى من الواقع . 
وأما المظاهر العامة لدى الخجولين فهي تقسم لدى الباحثين إلى المظاهر فيزيولوجية والمظاهر سيكولوجية : 
 
فالمظاهر الفيزيولوجية و تتجلى في الأعراض التالية : 
1- اضطرا بات في الإفرازات : جفاف الريق ، تعرق بالأطراف ، سيلان مفرط في اللعاب . 
 
2- توسع الأوردة السطحية : وهو الذي يسبب احمرار الوجه والبشرة . 
 
3- انقباض الأوردة السطحية : وهو الذي يسبب اصفرار الوجه وشحوبه. 
 
4- اضطرابات في الكلام والنفس : كتشنج الصدر وتصلب الحبال الصوتية ، والذي يظهر أحيانا في صورة كلام متقطع ، ونفس مضطرب ، ولجلجة ، وتغير في الصوت والنبرة . 
 
5- تصلب العضلات : نحو فقدان التوازن ورعونة في الحركات الإرادية ورغبة كاذبة في التبول . 
 
6- ارتعاش الأصابع و رجفان متقطع . 
 
7- شعور بالإنهاك والغم والوهن و وشوك الإغماء . 
 
و أما المظاهر السكولوجية فتتجلى في السمات التالية : 
1-شدة الملاحظة وضيق ساحة الشعور : نظرات حادة إلى ما يثير الخجل وشعور بالشلل وغياب الذكاء ، الأمر الذي يدعو بعض علماء النفس للحكم على الخجول بأنه صاحب استجابة حمقاء ، أو الحكم على الخجول الذكي جدا بأنه غبي . 
 
2- استقرار أدق التفاصيل في الدماغ : فالخجول يهتم بأدق التفاصيل وأصغر الألفاظ ، ويختزن ذلك في ذاكرته ، ويلي ذلك ما يسمى بالاجترار النفسي الذي يدور كالطاحون . 
 
3- الرعب المصحوب بالضيق الداخلي الشديد والإحساس بالإختناق .  
 
يقول الباحث الفرنسي (( بيير داكو )) : ( ويعقب الهرب هذا الرعب أولا . وقد يكون الهرب جزئيا كالمحاضر الذي يبتر موضوعه . وقد يعقبه الخدار والعطالة . فالهرب الحقيقي نادر جدا ، ولكن استبعاد رغبة الهرب هذا يفرز الرعب ، وكل تراجع ، والحالة هذه ، يتوقف . ويشعر الخجول ، شعورا قد يكون قاسيا ، بخوف الحيوان الذي سدت عليه منافذ الهرب ولا سيما أن العقل والذكاء يلفهما الضباب الكثيف الذي يشل كل حركة . وذلك أمر ينبغي لنا أن لا ننساه )[1] .  
 
4- تحري الإبتعاد عن مواجهة مواطن الخجل : كرفض حضور بعض الندوات واللقاءات ، وكرفض المشاركة في بعض المناقشات والمحاورات ، وكالتأخر المتعمد عن موعد بعض المناسبات . 
 
ويرى الباحثون أن مثل هذه الخشية المرافقة للخجول تثير عنده بعض ضروب التوعك الجسدي : كالزكام الكاذب بسبب توسع العروق ، وكالآلام القلبية بفعل انقباضات المنطقة التي تقع أمام القلب . 
 
كما أنه يمكن القول : إن المصاب بالخجل ينتابه الشعور بالعجز عن التكيف مع أي عمل اجتماعي سوي ، كما يتعزز لديه أن الإخفاق أمر محتم ، ويرافق ذلك شعور بالإثم و وسواس مستمر منهمك . كما أن ثم انطوائية لدى الخجول وإسقاطا شديدا خارج ذاته ، فالخجول يجتر إخفاقاته ، الأمر الذي يفاقم خجله ، ويرى الباحثون في علم النفس أن الخجل يظهر عندما يعيش الشخص ، منذ طفولته ، نمطا من الحياة غير طبيعي في الاتصالات الاجتماعية وطويل الأمد ، ومن أهم هذه الحالات :  
 
1- الطفل المتهم ظروف بيتية غير طبيعية ، إذا نشؤوا في جو ممزق الأوصال فأصابهم الإحباط بفعل نقص المحبة . 
 
2- أطفال غالى آباؤهم بالصياح داخل البيت وحل المشاكل بالعنف والاضطهاد . 
 
3- أطفال غالى في رعايتهم آباء يعتقدون بحسن صنيعهم ، ويرون تفضيل غير الطفل في كل شيء ، وربما عبروا عن ذلك باستمرار : ( إنكم ما زلتم صغارا ) حتى تراكم ذلك في نفوس هؤلاء الأطفال . 
 
4- أطفال وهنت عزيمتهم بتأثير جو يغالي في طلب النضج ، أو جو لا تستطيع الحساسية أن تتفتح فيه بسهولة ، كاليتيم إذا رباه شخص مسن . 
 
5- أطفال أصابهم الإحباط بسبب نقص الفهم ، ومثال ذلك : طفل مثالي مع آباء ماديين . 
 
6- أطفال يسحقهم آباء متسلطون لا يحتملون إرادة مباينة لإرادتهم ، ولا يقبلون أن يسمعوا رأيا مخالفا لآرائهم . 
 
7- أطفال يعتقد والدهم أنه ذو ذكاء خارق ، وهو لا يكف يحدث بذلك ويظهره بشكل يخلف أثرا سلبيا على أبنائه . 
 
8- أطفال خلقوا مشوهين أو لحقت بهم بعض العاهات ، أو اختلفوا في تركيبهم الخلقي عن أقرانهم في بعض الأعضاء ، و نشؤوا في بيئة لا ترحم مصابا بل يعيره أهلها باستمرار ، حتى أصبح الفرد المصاب يظن أن الآخرين لا يرون منه غير هذا العيب . 
 
9- أشخاص يعيشون في وسط متهكم ، أو وسط تكثر بين أبنائه السخرية والاستهزاء والتقريع اللاذع ، وخاصة إذا صدر ذلك للشخص من مرؤوسيه .  
 
ويرى الباحثون في مجال النفس أن علاج الخجل لابد أن ينطلق من الأمور التالية : 
1- كشف العقد والجروح المعنوية ، وضروب الإحباط و الإذلال . 
 
2- كشف ( تبلورات ) الخجول ، فهو يتجمد غالبا على أحداث سابقة فيبقى ثابتا عليها ، فإن أحداثه السابقة هي بمثابة مسمار مغروس في ماضيه الوجداني . 
 
3- العودة إلى الأسرة ومراحل حياتها المختلفة ، إذا لابد للعلاج النفسي من دراسة وتحليل شروط الحياة العائلية . 
 
4- العودة إلى المدرسة ودراسة ظروفها وتأثيرها المختلفة وما خلفته في نفوس من تخرج منها . 
 
5- مراجعة الحياة الزوجية والأسس التي قامت عليها وطبيعة الروابط بين الزوجين وأثر ذلك على نفوس الأبناء و الأحفاد . 
 
6- التركيز على الظروف التي رافقت مرحلة المراهقة ، وكيفية تعامل الآباء مع أبنائهم في تلك المرحلة . 
 
7- تحليل ضروب الشعور بالإثم والخزي وخيبة الأمل نتيجة فساد أخلاق المجتمع . 
 
فيربط العلماء الظروف الراهنة لدى الخجول بوجدانية الأمس ، ويبحثون بحثا عميقا عن الطفالات وأثرها على السلوك المعاصر ، فالطفالة : مصطلح سيكولوجي ، وهي باختصار : تثبيت وجداني أو انفعالي على الماضي يعوق تطور الفرد السيكولوجي ، ويؤثر على طبيعة سلوكه الاجتماعي واستجابته لتغيرات الظروف المحيطة .  
 
فإلى عرض هذه الظاهرة المرضية على منهج الوحيين : القرآن والسنة الصحيحة لاستخراج العلاج الأمثل لمشكلة الخجل التي قد تأخذ شكلا سلبيا يتزايد مع الزمان ويعيق تطور بعض أبناء المجتمع نحو حياة أفضل . 
 
لقد نظر الوحي الكريم إلى هذه المشكلة من جذورها وسلط الضوء على أقصى التربة لنموها وتفاقمها ، فاعتبر الأسرة ومناخها العامل الأكبر في نشوء مثل هذه الظاهرة ، يليها في ذلك جو المدرسة والبيئة الاجتماعية المحيطة . 
 
فالأب والأم هما قائدا سفينة الأسرة ومسؤولان أولا عن انحراف مسارها أو تعثر بعض أفرادها . 
 
ففي جامع الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة عن النبي e قال : [ كل مولود يولد على الملة ، فأبواه يهودانه ، و ينصرانه ، ويشركانه . قيل : فمن هلك قبل ذلك ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] . 
 
وله شاهد عند الطبراني بسند صحيح عن الأسود بن سريع ، عن النبي e قال : [ كل مولود يولد على الفطرة ، حتى يعرب عنه لسانه ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ] . 
 
وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي e قال : [ كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ، . . . .، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ] . 
 
فغياب الظروف الصحية داخل الأسرة يفرز بين الفينة والأخرى أعضاء مصابين هم ضحايا الاستهتار المضروب على مناخ البيت وما يحيط . وتفصيل ذلك :  
 
http://www.fostat.com/fostat1/news....6082bc484ec51de 
                 
                
                
                
                
                
                
             |