بتـــــاريخ : 12/4/2008 1:22:14 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1189 0


    الضـرة الوفيــة

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : جاسم المطوع | المصدر : www.e-happyfamily.com

    كلمات مفتاحية  :
    رجل امراة المتزوجين
    الضـرة الوفيــة
     
     

    التراث الشعبي الكويتي الأصيل مليء بالحكايات الشعبية، والتي كانت تحكيها جداتنا لأطفالهن قبل النوم، هذه الحكايات يطلق عليها الحزاوي والمفرد حزاية، ولا تخلو الحزاية من الحكمة والعبرة، لأن الهدف منها الاستفادة من تجارب الآخرين، واكتساب عدد من القيم والمبادئ بصورة غير مباشرة.
    ان طبيعة النفس البشرية تنفر من اسلوب الوعظ والنصح المباشر، وتميل نحو سماع القصص والحكايات الشعبية او الحزاوي، ويستطيع الراوي ان يجذب المستمع بطريقته الخاصة، لأن فن التحدث والروي هبة يهبها الله لمن يشاء من عباده.
    حزايتنا لهذا اليوم تحمل عنوان (الضرة الوفية).

    كان يامكان في قديم الزمان.. يحكى أن رجلا فقيرا عاش مع زوجة فقيرة في سعادة وسرور، وقد أنجبت له الأولاد والبنات، كانت زوجة مطيعة، قائمة بكل واجباتها.
    وذات يوم استيقظت الزوجة من نومها فوجدت نفسها كفيفة لا تبصر شيئا من حولها، وأن كل ما حولها ظلام في ظلام.
    حاول الزوج أن يعالجها بكل السبل المتاحة آنذاك، فلم ينفع معها الطب الشعبي في العلاج، وأتى بالملا للقراءة عليها ولكن دون جدوى، فقد أخبرها الملا أن الماء الأسود قد نزل عينيها، ولا جدوى من أي علاج.
    استسلمت الزوجة لأمر ربها، وحمدت الله على حالها، وحاولت أن تتأقلم مع حياتها الجديدة، وقد ازداد الحمل على الزوج، فقد قام بمهام الأب والأم، وفقد صبره، وهنا فاتح زوجته بضرورة زواجه من أخرى لتقوم برعايتها وبرعاية أولادها، وإدارة كل أمور المنزل، من طبخ وغسل وتنظيف. رحبت الزوجة بهذه الفكرة على مضض، وقد تظاهرت أمامه بالموافقة، ولكن النار كانت مشتعلة.
    تزوج الزوج من بنت الحلال، التي راعت زوجته وأبناءه، وكانت تخاف الله فيهم، ولكن الشك راود الزوج في طيبة زوجته الجديدة وظن أن زوجته تعامل زوجته بهذه الإنسانية في حضوره، وهنا حاول أن يعرف الحقيقة، وكيف تعامل الزوجة الجديدة ضرتها في غياب زوجها.
    استيقظ الزوج ذات صباح، وتناول وجبة الفطور مع زوجتيه، وخرج من المنزل، وبعد ساعة رجع إلى البيت، وفتح الباب واختبأ خلفه وأخذ يراقب زوجته الجديدة، فوجدها تعامل زوجته الأولى أم عياله أحسن معاملة، وسمعها تناديها «يا خالتي»، ولاحظ اهتمام زوجته الجديدة بأم عياله، فهي تسألها بين حين وآخر «تامرين على شي خالتي؟»، ولما حل وقت الضحى وضعت الزوجة الجديدة صحنا به تمر ووضعته بيد ضرتها الكفيفة، وقالت لها : تفضلي خالتي هذا التمر،ثم جلست مقابلها وأخذت قطعة من القماش الأسود وعصبت عينيها وأخذت تتناول التمر معها. تعجب الزوج من سلوك زوجته، وبالمساء صارح الزوج زوجته بما فعله صباحا، وسألها عن سبب عصبها لعينيها، فذكرت أنها لا تود أن تختار أجود التمر عن ضرتها، وهنا أعجب بزوجته، ووثق بها، وأحبها حبا كبيرا، أكثر من ذي قبل.
    ومع الأيام شعرت الزوجة الأولى (أم العيال ) أن زوجها يعشق زوجته الجديدة، ويحبها حبا عظيما، وهنا اشتعلت الغيرة في قلبها وهي لاتقوى على التصرف، فنامت على قهرها وحزنها، فاستيقظت صباحا فوجدت نفسها مفتحة العينين من جديد، أخذت تنادي زوجها وضرتها وأخبرتهما بأنها أصبحت ترى الأشياء من حولها. فرح الزوج من أجلها، وشعرت الزوجة الأولى أن الضرة الجديدة هي السبب في إعادة بصرها، فازدادت محبتها في قلبها، وقد عاش الجميع في محبة ووئام

     

    كلمات مفتاحية  :
    رجل امراة المتزوجين

    تعليقات الزوار ()