بتـــــاريخ : 11/23/2008 2:30:43 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1558 1


    القــول الحسن وأثره في ائتلاف القلوب

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد بن موسى آل نصر | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    الشيخ محمد بن موسى آل نصر

    إنّ تأليف القلوب على طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومحبة بعضهم بعضاً؛ من أعظم مقاصد الشريعة الغرّاء، فالاجتماع رحمة –أبداناً وأفهاماً-، والاختلاف عذاب، بل سماه النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الحالقة، التي تحلق الدين لا الشعر».

    ولقد بعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- إلى العالمين، والناس أشد ما يكونون فرقة واختلافاً، حتى إنّ القوي يأكل الضعيف، والكبير لا يرحم الصغير، والصغير لا يوقّر الكبير، متفرقين شذر مذر، كأيدي سبأ-؛ فكشف الله به -صلى الله عليه وسلم- الغمّة، وأزال به الظلمة، بإخراج الناس من عبادة العباد، إلى عبادة ربّ العباد، وجمعهم على إله واحد، وعقيدة واحدة، وكتاب واحد، ونبي واحد، ونظم علاقاتهم، فأعطى كل ذي حقّ حقه، ولم يدع شيئاً من الخير إلا بيّنه بياناً شافياً، وحثّ عليه حثّاً أكيداً كافياً، ولم يدع شيئاً من الشر إلا حذّر منه تحذيراً شديداً وافياً.
    فدعا لإصلاح النيّة والقول والعمل؛ لأنّ صلاح القلوب منوط بصلاح هذه الثلاثة: النيّة، والقول، والعمل.

    وهذه الثلاثة لا تنفصم عراها، فالنيّة تسبق القول والعمل، ويلزم أن تكون خالصةً لله، والعمل يجب أن يكون على هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والقول يعوزه أن يكون حسناً، لئلا يكون سبباً في تعكير صفاء القلوب، كما قال –تعالى-: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } [البقرة:83]، أي: قولاً حسناً لمؤمنهم وكافرهم، فالكلمة الطيبة صدقة، وكم من كلمة طيبة كانت سبباً في هداية ضال، وإنابة عاصٍ، وتوبة زائغ.

    وإنّ الكلمة السيئة النابية تعمل في القلوب عمل المعاول في هدم البنيان، والشيطان يستغلها أسوأ استغلال، ويوظفها أسوأ توظيف؛ لتحقيق أغراضه وأهدافه في تفريق الأحبّة، وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم، قال –تعالى-: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً}. [الإسراء:53]
    قال عمر الفاروق –رضي الله عنه-: «لا تظنّن بكلمة خرجت من فم أخيك شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً».

    فالواجب مراعاة الأخوّة والمودة، ونقاء السرائر، فكم من كلمة قاسية جافية فرّقت بين اثنين، بعد أن عاشوا أحبّة عشرات السنين، فينبغي قطع الطريق على الشياطين، والتماس أحسن المعاذير حفاظاً على الأخوّة والمودة؛ خصوصاً في هذا الزمان الذي كثُر فيه والخذلان، والغدر، والذي قلّما يصفو فيه لك صديق –إلا من رحم الله- وكما قال بعض السلف: «كان الناس ورقاً لا شوك فيه، فصاروا شوكاً لا ورق فيه».

    ورحم الله القائل:
    ذهب الذين إذا مرضت تجهّلوا وإذا جهلتُ عليهم لم يجهلوا
    وإذا أصبت غنيمة فرحوا بها وإذا بخلتُ عليهم لم يبخلوا
    وقانا الله شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وخلّقنا بأخلاق نبيه -صلى الله عليه وسلم- قولاً، وعملاً، وهدياً، إنه خير مأمول، وأعظم مسؤول.

    المصدر موقع منزلة المراة في الاسلام


     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()