بتـــــاريخ : 11/23/2008 1:54:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1280 1


    بدع المولد.. إساءة للرسول

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أميرة إبراهيم | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    اختبرت فتنة الدانمارك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين على امتداد الكرة الأرضية، وبدا لكل متابع المكانة التي يتبوؤها الرسول في قلوب المسلمين،

    لدرجة استرعت انتباه الغربيين، فراحت الحكومة الدانماركية تطلب من جامعة كوبنهاجن عمل دراسات عن الإسلام وعن الرسول، وقالت في خطابها للجامعة: لقد اكتشفنا أننا لا نعرف شيئا عن هذا الدين (الإسلام)، ولا عن هذا الرجل (الرسول محمد صلى الله عليه وسلم).

    وفي سياق حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم، كان لا بد أن نتوقف لنرصد ونحذر من البدع والمخالفات التي تقع -بالجملة- من مسلمين لا نشكك أبدا في حبهم للرسول، لكنها في الوقت ذاته تعبر عن نوعا من التدين المغشوش، وكلها تقع تحت ستار الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.

    فالشيخ أحمد عبد المالك، إمام المسجد اليوسفي (الأثري) بمحافظة المنيا، بصعيد مصر، يذكر أن هناك العديد من البدع والمظاهر الخاطئة التي تصاحب الاحتفال بميلاد الحبيب صلى الله عليه وسلم، كما تحدث في هذا اليوم بعض التجاوزات من المسلمين بما يسيء إلى ذكراه الشريفة؛ بينما من المفترض أن هذا اليوم هويوم تذكرة بالرسول وبالرسالة التي اختص بها النبي صلي الله عليه وسلم، وتنبيه للغافلين بضرورة العودة إلى صحيح الدين.

    وحذر عبد المالك جموع المسلمين من الوقوع في البدع التي اخترعها قوم جاهلون كملهاة للمسلمين عن دينهم، وقد قال فيها نبينا الكريم: كل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار، ومن هنا فلا بد أن تفيق الأمة الإسلامية من غفوتها وتنتبه لدينها وتتمسك به، وتبتعد عن الخرافات وعن البدع التي استحدثت في دين الله وهي ليست منه تحت ستار حب الرسول.

    ضعف الإيمان
    يؤكد الدكتور إسماعيل عبد الباري أستاذ علم الاجتماع والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق أن هناك أمورا كثيرة يعتقد بعض الناس أنها من الدين وهي ليست منه؛ وهي في الحقيقة ترجع إلى العادات والتقاليد المتوارثة، وقد أخذت صبغة دينية نتيجة لضعف إيمان البعض، والجهل بأمور الشرع وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ويشير عبد الباري إلى أن الاحتفال بيوم المولد النبوي في مصر بدأ مع قدوم الفاطميين، حيث أرادوا أن يتقربوا للشعب المصري، فما كان منهم إلا أن أقاموا الاحتفالات بالمناسبات الدينية، وصنعوا أنواعا من مختلفة من الحلوى تقدم في كل مناسبة.

    ومع مرور الزمن كان هناك إفرازات اجتماعية، غيرت وطورت في أشكال الاحتفال بذكرى المولد؛ لكن بأسلوب عفوي مستهتر وعشوائي؛ وبشكل يسيء للإسلام وللذكرى العطرة، ويشوه عظمة الحدث.

    فأصبحنا نرى حلقات الذكر يختلط فيها الرجال مع النساء، وتعلوا فيها الصيحات دون خشوع؛ رغم أن الذكر مرتبط بالهدوء والسكينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، كما تدق الطبول وتعلوالنغمات الصاخبة، وتخرج الزفات بالخيول والأعلام، ويتقدمها الدراويش ومن يطلق عليهم المجاذيب في مشاهد لا تليق بالإسلام كدين حضاري، كما لا تتناسب مع جلال الذكرى، وتمنح أعداء الإسلام فرصة للهجوم عليه.
    ويؤكد د.عبد الباري أنه من الضروري أن يدرك المسلمون أن تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاحتفال بمولده وبعثته كرحمة للعالمين؛ يجب أن يكون طوال العام، شريطة ألا تخالطه البدع والمظاهر الخاطئة، والخرافات والمعاصي.

    ويلفت د.عبد الباري انتباهنا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوعليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف؛ حيثما قيد انقاد (صححه السيوطي)، وإنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم.

    ويشدد عبد الباري على أهمية أن تقوم كافة المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام بتبني صحوة دينية لإزالة الخلط الموجود لدى المسلمين؛ والذي جعلهم لا يفرقون بين العادات التي صبغت بصبغة دينية زائفة؛ وبين جوهر وحقيقية وتعاليم الدين الإسلامي.

    إبليس يفرح بالبدعة
    ويستنكر الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، وعضومجمع البحوث الإسلامية؛ مظاهر الاحتفال الخاطئة بالمولد النبوي الشريف، التي يتبعها البعض ظنا منهم أنها من الدين، وهي بعيدة كل البعد عن الدين، لأنها تخرج الاحتفال عن إطاره الديني، وتفرغه من مضمونه.

    ويتابع عبد المقصود: تصير هذه البدع سنة نظرا لتكرارها وتعود الناس عليها. ويفرح إبليس بالبدعة أكثر من فرحه بالمعاصي، لأن العاصي يفعل المعصية وهويعلم أنها معصية، وقد يتوب عنها، لكن المبتدع يفعل البدعة وهويعتقد أنها قربه إلى الله؛ فلا يتوب منها.

    وتقضي البدع على السنن، وتبعد المؤمن عن الله، وتوجب غضبه وعقابه، وتسبب زيغ القلوب وفسادها. وما يجب التنبيه إليه هنا هواجتناب الممارسات المنسوبة إلى الدين زورا بفعل أساطير وخرافات وحكايات لا تمت للأصول الدينية بصلة.

    النموذج الصحيح للاحتفال
    ويرى الدكتور جلال البشار، وكيل كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر أن أبناء الأمة دأبوا على ترك الهدي النبوي الشريف، وخالفوا ما جاء به صلى الله عليه وسلم، وما أمر باتباعه، وجاءوا بأمور ليست من صلب الشريعة الإسلامية، فهم يحرصون كل الحرص على أقامه السرادقات والإنشاد والنفخ في المزامير، واعتبروا أن هذا هوالنموذج الصحيح للاحتفال بالمولد النبوي.

    لكن ينبغي أن يكون الاحتفال الصحيح بإحياء سنته والتزام شريعته، وإتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك قاصرا على يوم مولده صلى الله عليه وسلم؛ إنما على مدار العام؛ حتى يعود للشريعة شبابها، وتصير كيانا موجودا في واقع الحياة اليومية.

    ويؤكد البشار أن ما يفعله عامة الناس وغالبيتهم يعتبر ابتداعا، لم يرد به نص شرعي وليس له أصل في الدين، وأن كل بدعة في الدين هي مردودة على أصحابها. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد (متفق عليه).

    ويبين البشار أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي في عهد الخلفاء وكذلك الدولة الأموية كان بتدارس ما تعلموه من الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الشريعة وقراءة القرآن ورواية الحديث والسنة.

    الاحتفال بالصوم والذكر
    ويقول الدكتور مصباح حماد، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: جرت عادة الأمم على الاحتفال بذكرى مولد عظمائهم، تذكيرا بهم وبأعمالهم. والمسلمون في هذا كغيرهم؛ يحتفلون بذكرى عظمائهم، ويأتي على رأس هذه الاحتفالات الاحتفال بذكرى ميلاد خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أضاء ميلاده الكون، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور.

    ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب هذا اليوم الذي ولد فيه، وكان يصومه. ومن هنا يمكن القول أنه لا غضاضة في الاحتفال بيوم مولد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ على أن نسترشد بفعله صلى الله عليه وسلم فيكون الاحتفال بالعبادة والصوم، وتدبر معاني القرآن الكريم، واستعراض سنته، فما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ليتمم مكارم الأخلاق. ومن مكارم الأخلاق ألا يهتز الرجل اهتزاز المجانين، وألا يرتدي ملابس مهلهلة ممزقة.

    ويرى الدكتور مصباح أن المسلمين الآن في حاجة للاحتفال بميلاد النبي أكثر من أي وقت مضى؛ تذكيرا للأجيال الصغيرة بنبيهم صلى الله عليه وسلم، ولكي نربي لديهم الاعتزاز والفخر به، دون الوقوع في البدع، ويكفي أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة (صححه الألباني).

     أميرة إبراهيم**
    المصدر/ إسلام أون لاين.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()