بتـــــاريخ : 11/8/2008 4:11:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1256 0


    الحلف بغير الله

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول القرآن

    الشبهة
    ورد في القرآن قوله : {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} [الفجر 1:5] ، وقوله: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس1: 9]، وقوله: {والضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى1: 2] ونحن نسأل : هل يحتاج صاحب القول الصادق إلى قَسَم يؤيد كلامه؟ إذًا فلماذا يحلف صاحب القرآن ويُقْسِم بالشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس والضحى وغير ذلك؟ وفي الكتاب المقدس: " لا تحلفوا ألبتة لا بالسماء؛ لأنها كرسي الله، ولا بالأرض؛ لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم؛ لأنها مدينة الملك العظيم، ولا يحلف برأسك" [متى 5 : 34 – 37]
     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية

    أولاً القَسَم القرآني رحمة بالإنسان:
        هذا السؤال مبعثه عدم فهم السائل لاحترام القرآن للإنسان من حيث كونه إنسانًا، فقد عوَّدنا القرآن على احترام إنسانية الإنسان، وذلك واضح في هذه القضية ، فإن القرآن الكريم قد تنزل للبشر ليتعامل مع مشاعرهم وعقولهم وأجسادهم على ما هي عليه دون قهر أو تحقير.
        ومن هذه الحيثية جاء قَسَم رب العالمين لخلقه ، فالخلق بطبيعتهم يعتريهم الشك والإنكار ، وهذا لا تحقره الإرادةُ الإلهية وإنما تترقي به ، فمن طبيعة الإنسان أن يشك ، ومن لطف الله ورحمته بالإنسان أن يُقْسِم له على ما تفضَّل به عليه ، مثله في ذلك مثل والد كريم نصح ولده بما فيه الخير له ، فلما تشكك الولد كان من حنوِّ أبيه عليه أن أَقْسَم له على ما فيه الخير له. 

    ثانيًا القسم بالمخلوقات؛ لأنها دليل التوحيد والقدرة:
        وأما قَسَم الله عزَّ وجل بهذه المخلوقات فمن باب الرحمة الإلهية أيضًا؛ إذ قد عدل المولى عن القَسَم بذاته إلى القسم بهذه المخلوقات العظيمة لفتًا لنظر العباد إلى أن ما تعودوا عليه من مخلوقات ينبغي ألا يصرفه التعود عليها عن عظمتها الدَّالَّة على عظمة خالقها سبحانه "فقد يُقْسِم ببعض بدائع خلقه على وجه يُوجِب الاعتبار ويدل على توحيده، فيُقْسِم بالرياح لتعتبر بهبوبها وسكونها لتأليف السحاب وتلقيح الزروع واختلاف الهواء وعصوفها مرة ولينها أخرى كل ذلك دليل على وجود الصانع الحكيم، والفاطر العليم، القادر الماجد الكريم"(1).

    ثالثاً القَسَم في الكتاب المقدس:
        ويقول السائل: إن الكتاب المقدس يدعو إلى عدم الحلف، والعجب أن هناك أقسامًا منسوبة إلى الرَّبِّ وردت في الكتاب المقدس! فقد جاء فيه: "واعمل الصالح والحسن في عيني الرب؛ لكي يكون لك خير وتدخل وتمتلك الأرض الجيدة التي حلف الرب لآبائك * أن ينفي جميع أعدائك من أمامك كما تكلم الرب" [تث 6: 18] ، وفيه: "إذ تحب الرب إلهك، وتسمع لصوته، وتلتصق به؛ لأنه هو حياتك والذي يطيل أيامك لكي تسكن على الأرض التي حلف الرب لآبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيهم إياها". [تث30: 20]
        وتجد حديثا عن الحلف بغير الله ففي الإنجيل : "فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه، ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه، ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه" [متى 23: 20]

     

     

    الهوامش:
    -----------------
    (1) انظر نظم الدرر للبقاعي8/193
     

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول القرآن

    تعليقات الزوار ()