بتـــــاريخ : 11/8/2008 2:35:10 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1491 0


    نصب الفاعل

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أ. د / عبد العظيم المطعني | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول القرآن

    الشبهة

    هذه شبهة خفيفة الوزن ، تدل على أمرين راسخين فيهم:
    الأول: جهلهم الفاضح بقواعد اللغة العربية.
    الثانى: تهافتهم الأعمى على تصيُّد الشبهات ، والبحث عن العيوب والنقائص.
    منشأ هذه الشبهة:
    هو قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماماً ، قال: ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين ) (1).
    اطلعوا على هذه الآية فى المصحف الشريف ، ووقع بصرهم على كلمة " الظالمين " وصورت أوهامهم أن فيها خطأً نحويًّا ؛ لأنها - عندهم- فاعل ، والفاعل حكمه الرفع لا النصب ، فكان حقه أن يكون هكذا.
    لا ينال عهدى الظالمون ، لأنه جمع مذكر سالم ، وعلامة رفعه " الواو " وبهذا تخيلوا ، بل توهموا أن القرآن- لا سمح الله - قد أخطأ فنصب الفاعل " الظالمين " ولم يرفعه " الظالمون " ؟! هذا هو منشأ هذه الشبهة.

     
    الرد عليها
    أ. د / عبد العظيم المطعني

    الفعل " نال " فعل متعدٍ إلى مفعول واحد ، قال الله تعالى :  (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً ) (2).  الفاعل " واو الجماعة " والمفعول " خيراً ".
    أما فى هذه الآية التى اتخذوها منشأ لهذه الشبهة " لا ينال عهدى الظالمين " فالفاعل هو " عهدى " ، مرفوع بضمة مقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل (3) بحركة المناسبة لــ " ياء " المتكلم ، والمفعول به هو " الظالمين " وعلامة نصبه هى " الياء " لأنه جمع مذكر سالم ، ينصب ويجر بـ " الياء " والمعنى: لا ينفع عهدى الظالمين. ومجىء " الظالمين " منصوباً هو قراءة الجمهور من القراء.
    وليس فى مجىء " الظالمين " منصوباً على المفعول به خلاف بين العلماء. بل إنهم نصوا على أن خواص الفعل " نال " أن فاعله يجوز أن يكون مفعولاً ، ومفعوله يجوز أن يكون فاعلاً ، على التبادل بينهما ، قالوا: لأن ما نالك فقد نلته أنت.
    وقد جاء قوله تعالى: (لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) (4).
    على خلاف نسق آية البقرة ، التى نحن بصدد الحديث عنها. حيث كان الوالى للفعل فيها هو الفاعل " لا ينال عهدى والواقع بعد الفاعل هو المفعول " الظالمين".
    أما فى آية الحج فإن الذى ولى الفعل " لن ينال الله " هو المفعول ، وما بعده هو الفاعل " لحومُها ".
    والمعنى: لن يصل اللهَ لحومُها ولا دماؤها ، وكذلك قوله " ولكن يناله التقوى منكم " فالضمير فى " يناله " هو المفعول به ، أما " التقوى " فهى الفاعل.

     

     

    الهوامش:
    -----------------------------
    (1) البقرة: 124.
    (2) الأحزاب: 25.
    (3) المحل هنا هو " الدال " من " عهدى ".
    (4) الحج: 37.

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول القرآن

    تعليقات الزوار ()