بتـــــاريخ : 11/5/2008 6:03:20 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1066 0


    وقتٌ متأخرٌ من المشَاعر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : صلاح بن عياد | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة وقتٌ متأخرٌ المشَاعر

    على الحائط بعضٌ منها
    تلك المؤنّث المستترة
    في غيْب المدينة
    لا شارع يلدُها
    لا وقت للتّفكير في مشهدها
    والخطى متوحّشة
    تتّجه للّيل.
    تعوي قافية في احدى المحطّات العامّة.
    يوشك الشّجر أن يختلّ
    في ذكريات الشارع
    أوشك أن أتمرّر كأغنية متورّمة.
    أوشك أن ألوّن صفاتها المحمومة
    في وجه المارات.
    تجفّ في اللّيل شفتاي المهدورتان.
    تلك الأنثى، أتلمّسها
    في مرور الخيول اللّيليّة الصّاخبة.
    على شبّاكي أصدّق غيبتها.
    أصدّق كلّ الانسحاب على جسدي.
    على الحائط بعض منها.
    يغمُض اللّيل.
    تغمُض وجوهها
    كلوحة من الزّيت الخياليّ.
    هي امرأة تتراجع خلف الوقت.
    تتشابك لمرورها الخاطف
    أغصان دقيقة في الذّاكرة.
    متهافتة فوق سماتي
    كالعصافير البلّوريّة.
    كآلهة، تنسحب من الفضاء الشاقّ.
    هي امرأة
    لا توجد الاّ للحظات من حياة.
    أكاد أنسى وجهي معلّقا
    في المتوقّف من الحدث
    أكاد أنسى ما يورث من تفّاحة في رئتيّ.
    أكاد أنسى "آدم" على الورق الفارغ
    منعكسا على المرآة
    خدوشا مُتشابكة.
    أكاد أنسى على شفاههنّ حبقي
    وما استجمعت منّي
    أكاد أُرمّل من صورتها المشتهاة
    أكاد أتسمّر قطعة من المفاهيم في زحام النّاس.
    أكاد أكفر بسمرتها...
    سأهرم حتما هذا الشّتاء.
    سأمدّ أصابعي لناقة من الحرارة
    في الصّحراء الجاهليّة.
    سأمضي في جسدها المُنهك،
    أمضي ...
    أجترّ القصص المستعصية على شفتيها
    أوعلى رصيف بلا لون.
    أكاد أدّعي سمة البلّوريّ المكحّل بعينيها.
    أكاد أزحف جسدا فارغا الى تفاصيل أخرى.
    أزحفُ...
    الى شجرة صامدة في قلبي.
    أزحف في تلوين الآلهة بالأحمرالقاني
    أزحف في عبادة التّعطّش
    على الشبّاك.
    أزحف في الأزرق السّماويّ اليها

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة وقتٌ متأخرٌ المشَاعر

    تعليقات الزوار ()