بتـــــاريخ : 10/15/2008 8:51:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1136 0


    التائب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : صدقي موسى | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة التائب

     

    التائب

     

    بخطواته المثقلة بالذنوب اخذ يصعد درجات المسجد، امسك بدفة الباب لاهثا، تحسس طريقه للداخل، ووضع حذائه على احد الرفوف بعد ان أزاح أحذية هنا وهنا

     

    دق بعصاه أرضية المسجد، وبصوت لاهث قال: يا الله، السلام عليكم.

     

    -: وعليكم...وعليكم السلام...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

     

    اتجه نحو زاويته التي احتكرها يوم توبته، وبيدين مرتعشتين كبر تكبيرة الإحرام، وبظهر أحناه الزمن ركع وسجد، واسند جسده على يديه ونهض بتثاقل، الهواء يصنع بدشداشه الشفاف أمواجا، وقميصه الداخلي ظاهر كطحلب قي قعر قناة ماء تجري، سلم على اليمين والشمال، وحبى نحو عمود مستدير اسند جسده المترهل إليه.

     

    اخرج مسبحة بنية مصنوعة من نوى الزيتون، آخذتا أصابعه بدفع حباتها كصف من الأطفال تدخله معلمته بانتظام، فمه منفرج بعض الشئ، ولسانه يتمتم، عيناه شاخصتان الي سقف المسجد الأبيض.

     

    وسط حقله وقف أبو الطاهر وهو يصرخ ويصيح: فعلها ابن الكلب، شقاء شهر قلعه بليلة واحدة

     

    التم على صراخه الفلاحون يهدءون من روعه، وأعينهم تفحص الأرض التي قلبت، ونباتات الكوسا التي اجتثت من جذورها، وبعثرت في الأرض والأراضي المجاورة.

     

    صيحاته لم تنقطع: يريد ان ينتقم مني، ابن ال... ذلك الصلعوك، أرضه رهنها عندي مقابل دين عليه، وأنا أخذتها، هل في هذا ما يعيب؟! ... بسيطة أنا وأنت والزمن طويل يا ابن بهية.

     

    أشاح بوجهه عن السقف، خلع نظاراته الطبية، وبيدين متجعدتين مسح عينيه المحمرتين.

     

    أقيمت الصلاة، نهض بتؤدة، وقف في الصف الأول بين المصلين، رصت الصفوف، وسويّت الفرج، وحاذى منكبه منكب أبا الطاهر.
    كلمات مفتاحية  :
    قصة التائب

    تعليقات الزوار ()