بتـــــاريخ : 6/2/2008 7:10:27 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 574 0


    'الدعوة إلى الله توجيهات وضوابط' 2

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عبد الله الخاطر | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    الجزء الثاني من الدرس ..

    من صفات الداعية المربي: الداعية المربي: هو الذي يتفاعل مع الناس عن قرب ومن خلال منهج وبرنامج مرتب، وهناك صفات يجب أن تتوفر في الداعية المربي، ومنها:

    أن يكون هناك فارق وتميز بين المتلقي والمربي يحسه المتلقي .

    أن يكون عند المربي ما يعطي: وبعض الناس يريد أن يربي وليس عنده علم، ولا تجارب، والشاب الذي يريد أن يسير في طريق الدعوة على هذا الدين ويوجه ويربي غيره، لابد أن يكون له حصيلة من العلم، ويسعى دائمًا لتنمية ذاته وزيادة حصيلته، ولا يقنع بالحد الأدنى

    .

    أن يكون حسن الإعطاء للناس: فيكون رفيقًا في طريقة العرض، دقيقًا في اختيار الزمان والمكان.

     أن تكون عنده صفة الاهتمام بالآخرين: ولديه القدرة على القيام بذلك، وأن يكون حسن الإعطاء متابعًا راعيًا لمن يعطيهم، يستحدث أساليب ويبتكر طرائق، ويصبر على المتابعة ويقترب إليهم، فيسألهم عن أحوالهم، ويتعرف على أسماء من يدعوهم، ويوثق معهم الصلات . فالمربي لابد أن يكون لديه المقدرة على أن يستوعب الناس ليعطيهم .

     

    أن يكون قادرًا على المتابعة والتوجيه المستمر: فهناك أناس عندهم كل هذه الصفات لكنهم يتحمسون ثم يفترون، يقدم أحدهم درسًا ثم يتوقف، يقدم محاضرة ثم يتوقف، يعمل حلقة فيتوقف، يتحمس قليلاً ثم يقف، فليس عنده استمرار، ولابد أن يكون الداعية قادرًا على متابعة الأمور، والتوجيه المستمر المتتابع .

    أن يكون قادرًا على القيادة التي تقدر على فرض الطاعة: ليس بالقوة على طريقة:'أنا أميرك؛ فاسمع'. ولكن الطاعة التي تنبع من الذات؛ لأنه يحس فعلاً أن المربي إنسان يهتم به ويحرص عليه .

    وهذه الصفات صفات لشخصية معينة قد لا تكون إلا في قلائل، والذي لا تكون عنده ينبغي أن يسعى لأن يتربى عليها في المستقبل.

     

    شبهات على طريق الدعوة : المطلوب منا جميعًا أن نحمل هذا الدين بالصورة التي تناسب أوضاعنا، كلٌ حسب مواهبه والقدرات التي عنده. وتعترض شبهات ومداخل للشيطان، تعترض أشياء من مداخل الشيطان والشبهات التي تدخل على الشباب فيحجموا عن الدعوة وحمل هذا الدين:

    الشبهة الأولى : هي التسويف والتأجيل: فبعض الشباب يقول: عندما أتزوج، وبعضهم يقول: عندما أتخرج، وبعضهم يقول: عندما أنتهي من تجارتي .. وهكذا يضع له عقبة يريد أن يتجاوزها .

    فإذا تخرج قال: عندما أكمل الدراسات العليا، وإذا انتهى من الدراسات العليا قال: عندما أعمل في وظيفتي وأستقر وأتزوج، وعند تزوجه يقول: عندما يكبر أولادنا ونربيهم وهذا أهم، وبعد ذلك يقول: البركة في أولادنا..وهكذا يستمر التأجيل حتى الموت .

     

    وتجد هذه الحالة موجودة عند كثير من الناس، فتجد من يقول: يا أخي البركة في الشباب. فتقول : وأنت لماذا لا تحمل هذا الدين؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم حمله وهو في الأربعين، بل وأخذ عمر يدعو إلى أن توفي وهو في الستين .

    إن هؤلاء الناس أصحاب الشخصيات الانهزامية ضعفاء يسوّغون واقعهم بهذا التسويف والتأجيل .

    ومن باب التأجيل الذي يظن بعض الناس أنه شرعي قول من يقول: عندما أتعلم وأطلب العلم الشرعي هنا أبدأ أدعو الناس. وهذا الكلام فيه شيء من الصواب، ولكن الذي يظهر من كلام هذا الإنسان أنه يقول: إن الإنسان لا يمكن أن يدعو إلا إذا حصل على مقدار معين من العلم، وهذا ليس مطلوبًا من الناس جميعًا؛ فالناس مطلوب منهم أن يبلغوا هذا الدين بما لديهم، ويسعوا إلى تحصيل ما ليس لديهم،

     

    ولا يكون ذلك مسوغًا لمجرد التسويف، فإن تحصيل العلم أمره نسبي، فإن الذي تخرج من كلية الشريعة ـ مثلاً ـ قد يرى نفسه غير متمكن من العلم حتى إن صاحب الدكتوراه، قد يعتبر نفسه غير متمكن، هذا الشعور الذي ينتاب بعض الناس يجب ألا يكون، والمطلوب أن أقدم ما عندي وليس المطلوب إعطاء الفتاوى وأن أتصدّر المجالس، بل إن هذا أمر محظور، فليس المطلوب أن يجيب الداعية على كل سؤال، وأن يفتي في كل مسألة، بل لا غضاضة عليه من أن يحوّل من يسأله إلى أهل العلم والفتوى؛ فالدعوة يستطيع أن يقوم بها كل مسلم على أي مستوى من العلم، يقول صلى الله عليه وسلم: [بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً...]رواه البخاري . ولكن للفتوى أهلها .

     

    الشبهة الثانية : أن يسوّغ الإنسان لنفسه خلوده إلى الراحة وكسله عن واجب الدعوة، بأنه أفضل من غيره: فهو يؤدي الفرائض ويطالع في كتب العلم، ويحضر مجالس الذكر، يجتنب المنكرات، ويعمل الصالحات؛ إنه أفضل من غيره، وليس من ضرورة أن ينصح فهناك من ينصح؛ ويعظ.

    وهذا قد نظر في أمر الدين إلى من هو دونه، وكان عليه أن ينظر إلى الدعاة العاملين الذين يجوبون الأرض، ويبذلون وقتهم في دعوة الناس يحرصون على نقل هذا الدين وينشرونه في الآفاق

    .

    إننا يجب أن ننظر إلى الذي يبذل فعلاً ليل نهار وهمه نقل هذه الدعوة وهذا الدين، لماذا لا نقتدي بهؤلاء في بذلهم؟ انظروا إلى أعداء الله، انظروا إلى أصحاب الأفكار الهدامة يتحملون السجون، ويتحملون المصاعب، ويتحملون التشريد لأجل فكرة سيطرت على أذهانهم! فأين المسلمون الذي يحملون هذا الدين؟ أين من يحمل هذا الهمّ حقيقة وينشره بين الناس .

    الشبهة الثالثة : قول بعض الناس: أنا لا أصلح لدعوة الآخرين؛ لأن فيّ عيوبًا، أو لأن شخصيتي غير مؤثرة في الناس: وهذه قناعة عند بعض الناس قد تكون ناتجة عن ضعف في نفسه، فمن منا ليس فيه عيوب؟! فإذا كان منك عيوب فسارع إلى إصلاحها، ولكن لا تتوقف عن نقل الدعوة للآخرين .

    · ثم هناك نقطة أخرى: إن الدعوة تأخذ صورًا شتى؛ ولو فرضنا أن شخصيتك غير مؤثرة؛ فإن هناك أساليب للدعوة لا تتوقف على الشخصية، قد تكون لديك القدرة أن تدل الناس على مكان الدعوة، فمن الممكن أن يشتري الإنسان كتبًا ويهديها إلى الناس؛ وقد لا تكون لديك القدرة على نقل المعلومة أو شرحها، ولكن يمكنك أن تدل على الكتاب الذي يتضمنها، وتكون بذلك قد دعوت غيرك؛ فهناك أساليب وصور مختلفة للدعوة تستطيع أن تدعو بأي صورة من الصور وبما يناسب

    .

    فالمطلوب منا أن نكون أناسًا نسعى لنشر هذا الدين ولو لم نكن في الصدارة، بل قد تكون الصدارة مضرة، وقد تؤثر على النية في بعض الأحيان، قد تؤثر على النفس وتصيبها بالغرور، وقد تؤثر على كل شيء في الإنسان؛ فلا تظن أن الصدارة شرف في كل الأحوال، وإنما هي تكليف عظيم جدًا صعب على الإنسان أن يتحمله !

    الشبهة الرابعة :هرب المرء من الدعوة: لأنه يظن أن الدعوة ستجر عليه المشاكل، وتسبب له ما لا يمكن أن يتحمله من سجن وتشريد وغيره. إن سنة الله أن يبتلى المرء، وقد يكون الابتلاء بسب الدعوة إلى الله، أو بسبب أمور شخصية، وإن الصبر هو الواجب على كل حال، يقول سبحانه:} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا[39]{ [سورة الأحزاب] .

     

     الشبهة الخامسة: من الناس من يتعلل بالآية:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ...[105]{ [سورة المائدة]. فيقول:علي نفسي ويدع الدعوة والإصلاح . ولقد لاحظ أبو بكر رضي الله عنه أن أناسًا يفهمون هذه الآية خطأ، فقام خطيبًا، فقال: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ...[105]{ [سورة المائدة]. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:[ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ] رواه الترمذي وابن ماجة وأبو داود وأحمد وبأسانيد صحيحة .

    فإذاً: هذا الفهم خاطئ؛ وكل ذلك من مداخل الشيطان التي يدخل بها على أناس فيصرفهم عن الدعوة إلى الله

    .

    احذر أخي الداعية :

    احذر من الشوائب التي تشوب النية من رياء وسمعة: فلابد من الإخلاص؛ وهذا الأمر من أصعب الأمور على النفس، ولا يمكن لأحد أن يقطع أن نيته خالصة كاملة؛ فهو يحتاج أن يراجع النفس دائمًا؛ وللشيطان مداخل عليه سواء قبل أن يعمل، أو أثناء العمل، أو بعده؛ ولذلك لابد أن نتربى جميعًا على أن الهدف هو رضا الله والجنة، وأن نحمل هذا الدين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على أن يكون الهدف هو رضا الله والجنة:} اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...[111] { [سورة التوبة]. وكانت التربية على الوعد بالجنة لا الوعد بالتمكين والنصر؛ فما كان ذلك التمكين والنصر إلا في العهد المدني بعد أن تربوا.

     

    لابد من البعد عن التعصب لقوم أو لوطن أو جماعة: فالأصل هو اتباع الحق بدليله، ولا يكون المرء مقلدًا لأناس معينين دون اتباع الحق .

    احذر من النعرات القومية والإقليمية في الدعوة إلى الله: هذه النقاط الحمر التي وضعها الاستعمار على خارطة العالم الإسلامي ينبغي أن لا تؤصل؛ ومن باب أولى فإن على الدعاة أن لا يؤصلوها؛ فالدعوة الإسلامية عالمية لكل الأقوام من عرب وعجم، ومن بيض وسود، وبعض الناس يفهمها فهمًا نظريًا؛ ولكن عندما نأتي إلى التطبيق فإننا نجده يختلف عن الفهم النظري؛ فلنراجع أنفسنا في هذه النقطة ولننتبه لها .

    لابد أن نبتعد عن الغرور والكبر: فالذي يسير في هذه الدعوة قد تكون له صدارة، وقد تكون له وجاهة، وقد يُدخل عليه منها؛ فيتكبر ويغتر بنفسه؛ فينظر إلى نفسه أنه أفضل من الآخرين

    .

    والكبر كما عرّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ] رواه مسلم. فالمتكبر هو الذي يُعرض عن الحق إذا جاءه، ويحتقر الناس فينظر إليهم احتقارًا! والمفروض أن ننظر إلى الناس نظرة إشفاق لا نظرة احتقار، ولهذا الأمر علاج، وهو تقوى الله .

    وعلينا أيضًا: أن نراجع النفس ونحاسبها دائمًا، ولا ننشغل بأخطاء الآخرين عن عيوبنا. وعلى الإنسان أن ينشغل بعيوبه قبل أخطاء الآخرين؛ فلا يكون دائمًا سباقًا في أن يقول: فلان يقول كذا، أو أولئك يعملون كذا؛ فلا ينظر إلى عيوبه ولا يصححها، ولا يروض النفس على تفهم أخطاء الآخرين، بل عليه أن يروّض النفس على أن الإنسان خطّاء، ويرجع إلى الحق إذا تبين، ثم يتذكر أن صحة العمل وحدها لا تكفي ولابد من خلوص النية .

     

    احذر من النفسية المتشائمة: التي تنظر إلى الواقع، أو المستقبل نظرة تشاؤم سوداء؛ وهذه توجد عند بعض الناس، وتنبع من أسباب كثيرة؛ فبعض الناس يُخفق في دعوة إنسان فيعمم القضية، فيستبعد قبول الناس الحق، هذه النقطة لابد أن نبتعد عنها فقد تكون بسبب إخفاق بعض الدعاة .. يخطئون فيعممون القضية وينظر بعضهم إلى بعض بمنظار السوء دون أن يرجعوا إلى أخطائهم ويقوّموها .

    لابد للداعية إن أخطأ أن يراجع نفسه دائمًا، وإذا أخفق في قضية، فعليه أن يراجع نفسه دائمًا حتى يصحح وضعه .

    احذر من الفهم المغلوط لنصوص آخر الزمان: فإن بعض الناس قد يقف عند: [بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا] رواه مسلم . ولا ينظرون إلى صفة الذين سيعود بهم الإسلام وهم: [ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ] رواه الترمذي . إنهم ييأسون من الإصلاح بل يخذلون من أراد الإصلاح! بحجة أن هذا الزمن هو زمن الفتنة ولا حيلة في الإصلاح.

    ومن أدراك أن الزمن الذي يتحدث عنه الحديث هو الزمن الذي نعيشه؟ ثم إن النص فيه حرصٌ على الإصلاح ومدحٌ للمصلحين، ولقد مر بالمسلمين عهد دخل الروافض إلى الحرم المكي، وقتلوا آلاف المسلمين في يوم واحد، قتلوهم مثل النعاج بالآلاف وهم في أيام الحج، وحملوا معهم الحجر الأسود وهم قائلون: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ وأخذوا الحجر الأسود ووضعوه في شرق الجزيرة لأكثر من ست عشرة سنة؛ إنهم القرامطة . أين نحن من هذا الذي حدث؟ ولقد احتل الصليبيون بيت المقدس سنوات طويلة، ومضت قرون والقدس بأيدي الصليبيين حتى أتى صلاح الدين فحررها. ومن قبل جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل .

     

    بل إن الأيام تأتي بخير؛ فلينظر كل منا إلى تقارير الغربيين ولقد اطلعت على أحد تقاريرهم في بريطانيا حيث يوازنون وضع الطلبة المسلمين بما كانوا عليه قبل عشرين سنة، فقولون: الآن نرى الشباب المسلم يصلي في الكلية، ويعتز بأنه يصلي ولا يتأثر بأن الناس يرونه؛ بينما لم نكن نرى هذه الظاهرة قبل عشرين عامًا. هم يدركون أن هناك واقعًا آخر مختلفًا في رجعة المسلمين إلى دينهم.

    وانظروا إلى المجلات والجرائد وغيرها من الأخبار التي تتكلم عن التطرف وغيره، فذلك كله يدل على أن هناك شيئًا، وأن هناك اتجاهًا إسلاميًا إنه تيار إسلامي كبير جدًا يحتاج من العلماء المسلمين التوجيه والإرشاد؛ فنحن الآن في رجعة، ونحن الآن في قوة وتقدم ولسنا في تآمر . وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن يدعون إلى هذا الدين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    تعليقات الزوار ()