بتـــــاريخ : 6/2/2008 3:01:40 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 858 0


    من صفات الدعاة

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عبد الرب بن نواب الدين | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    الدعوة إلى الله عمل جليل، ومهمة شاقة، ولابد لمن يضطلع بهذا الواجب العظيم أن يتصف بصفات الدعاة المخلصين، وخصال المصلحين الصادقين، الذين لا يتوخون من دعواتهم إلا أمرًا واحدًا هو رضى الله عز وجل، ولا يصلح أن يتبوأ مقام الدعوة إلى الله إلا من اصطبغ بصبغة التقوى، وتنزّه عن المقاصد الدنيوية، وترفّع عما يختصم فيه أهل المادة وطلاب الدنيا، ثم لم يكن حظه من مُتع الحياة الدنيا التي مآلها للزوال إلا كحظ المسافر استظل تحت شجرة فهو يتحرى ساعة الرحيل عنها.

    من صفات الدعاة:

     

    التزام الداعي بما يدعو إليه : ومعناه: أن يطابق قول الداعي عمله، وأن يتمثّل ما يقوله عملاً وسلوكًا ومنهاج حياة، وأن لا يخالف في عمله بالجوارح والمقاصد ما يقوله بلسانه.

    شرط هذا الالتزام:الالتزام الحق هو الذي اجتمع فيه شرطان: الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمتى انتفى أحد هذين الشرطين لم يكن الالتزام صحيحًا .

    أهمية الالتزام في حياة الدعاة:

    معلم بارز، بل أساس من أسس دعوات الرسل: ومن الأمثلة على ذلك قول نبي الله شعيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقومه :}وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ[88]{ [سورة هود].

    التطابق بين القول والعمل سبيل النجاة يوم الحساب: فعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ] رواه البخاري ومسلم .

     

    الداعي الملتزم يمضي قُدمًا في سبيل الدعوة، ويحقق ما لا يحققه المتهاون: ذلك أن الداعي الملتزم يدعو بطريقين: طريق البيان، وطريق القدوة العملية، والقدوة أبلغ من القول إقناعًا وأعمق تأثيرًا، فضلاً عن أن الملتزم يقع في القلوب موقع الرضا وتلك مزية لها أثرها البيّن في قبول الدعوة وفتح مغاليق القلوب أمامها.

    الدعاة يراعي في حياتهم ومدى التزامهم ما لا يراعي مثله في غيرهم: ولهذا ورد التشنيع والتحذير من زلة العالم .

    فضل الالتزام:

     

    أثنى الله على الذين تطابق أقوالهم وأفعالهم، قال تعالى:}وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[33]{[سورة فصلت] . فالمدح في الآية على: الدعوة إلى الله،والعمل وفق هذه الدعوة وهو العمل الصالح الذي تحقق فيه الإخلاص لله والاتباع، ولزوم جماعة المسلمين، بترك الاختلاف والتفرق والتشرذم والتنازع . ومتى ترك الداعي شيئًا منها فقد قصر في حق نفسه وفي حق من يدعوه إلى الله، وقد ذم الله من تخالف أقوالهم أفعالهم، فقال:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ[2]كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[3]{ [سورة الصف]. وقال:}أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ[44]{ [سورة البقرة].

     

     

    ومما فيه تنويه بفضل الالتزام والملتزمين:قوله تعالى:}مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[97]{ [سورة النحل].

    فأهل الالتزام بالدين بأحكامه، وأخلاقه، وآدابه، لهم الحياة الطيبة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة، وكفى بذلك فضلاً .

    سمة الديمومة: فالتزام المسلم والداعي على الأخص ينبغي أن يتسم بسمة الدوام والثبات والاستقرار، فمتى داوم واستمر على الالتزام كان ذلك أدعى إلى الإخلاص لله؛ لأن من التزم لله، لا ليرائي، ولا ليرى مكانه؛ دام التزامه، واستقام، وكان التزامه في يسره كالتزامه في عسره، فيستوي عنده الرخاء والشدة، والسر والعلن، والمنشط والمكره، قال تعالى:}وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ[99]{ [سورة الحجر].

     

    واليقين هنا معناه الموت، أي : اعبد ربك حتى يأتيك الموت، وفيه دلالة على أن منهج المداومة والاستمرار في الالتزام بالدين . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ] رواه البخاري ومسلم . فالثبات على العبادة والدوام على الالتزام بالشرع من صفات الدعاة المصلحين .

    سمة الشمول :هذا الدين كامل مترابط، قال:}الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً[3]{ [سورة المائدة]. وعلى هذا الفهم للدين وأنه كامل شامل مضى سلف الأمة الصالح . والمسلم مطالب بالالتزام الشامل بالدين، وذلك بالائتمار بما أمر الله ورسوله، وكذلك الانزجار عما نهى الله عنه ورسوله على قدر الوسع والطاقة.

     

     

    وإذا كان من أخلاق الدعاة شمولية الالتزام بالدين القويم، فإن مما يعد قصورًا وتقصيرًا الالتزام الجزئي، والدعوة إلى جزء من الدين لا على سبيل التدرج بل على سبيل التعصب والتزام الرسم، وهذا ينافي شمولية الإسلام، فالدعوة الصحيحة الراشدة هي التي توافق منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه يشمل كل مرافق الحياة ومهماتها بدءً من العقدية بتعليم من يجهلها، وتصحيح خطأ من ينحرف في فهمها، وتحقيقًا لكل ما تقتضيه مراتب الدين الثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان، ثم تأسيس باقي شعب الإيمان وركائز الدين على هذا الأصل الأصيل.

    سمة الوسطية والاعتدال: الداعي المستبصر يتخذ من الوسطية منهاجًا في الدعوة، وفي الالتزام بما يدعو إليه دون غلو ولا تهاون، ودون إفراط ولا تفريط، ودون تكاسل ولا تنطع، يؤدي حق ربه، وحق نفسه وحق الخلق .

     

    أثر التزام الداعي في نجاح الدعوة :

    في الالتزام دلالة بيّنة على صدق الداعي في دعوته، ومدى إيمانه بالذي يدعو إليه ويلتزم به، ومن بواعث الاستجابة له .

    الالتزام أسلوب في الدعوة بالقدوة، والدعوة العملية لا تقل أهمية عن الدعوة القولية، بل الناس لا تؤثر فيهم الأقوال بقدر ما تؤثر فيهم الأفعال .

    يستجلب التزام الدعاة ثقة الناس، فيرون في تصرفات الداعي أو العالم أو المفتي صورة مثلى لما يدعو إليه وينادي به.

     

    ومن آثار الالتزام في حياة الدعاة: أنه يستجلب حسن السمعة والسيرة، والناس مجبولون على حب الفضائل وأصحابها، والقبول حين يوضع في الأرض لصالحي الدعاة فقد كتب لهم التوفيق والتسديد إذ تتفتح لهم مغاليق القلوب.

    الإخلاص لله عز وجل في الدعوة: أمر الله كل الرسل بالإخلاص:}وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [5] {[سورة البينة] . وأمر خاتم المرسلين بالإخلاص في آيات، منها:} فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ[2]أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [3]{ [سورة الزمر].

     

    وحسبنا دلالة على أهمية الإخلاص؛ أنه عليه يتوقف قبول العمل.

    ومن الأحاديث ذات الدلالة البينة على أهمية الإخلاص، وأنه مناط قبول العمل قَولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ] رواه مسلم .

     

    والمتأمل في هذا الحديث النبوي الجليل يجد أن الدعاة لا ينهضون بواجب الدعوة على الوجه الأتمّ إلا بهذه الأعمال الثلاثة الجليلة: الجهاد لإعلاء كلمة الله فهو ذروة سنام الإسلام نشرًا للدين ودفاعًا عن الدعوة وذودًا عن الدعاة وحماية لمكتسباتها، وتعلّم القرآن وتعليمه وهو عماد الدعوة ومصدرها الأول، والبذل والإنفاق، وبالإنفاق في وجوهه المشروعة يمضي بالدعوة قُدمًا إلى الأمام. فمتى حصل الإخلاص وتحقق في هذه الوجوه الثلاثة العظيمة بلغ الدعاة ذرى المجد والسؤدد في الدنيا والآخرة .

     

    آفات ترك الإخلاص في حياة الدعاة: حين ينتفي الإخلاص فإنه يورث آفات توبق صاحبها، وتورده موارد الهلكة، وهذه الآفات تكون أنكى في مجال الدعوة لسعة بابها من جهة، وشمول آثارها من جهة أخرى . ومن هذه الآفات التي يتورط فيها من ترك الإخلاص:

    طلب العوض من الخلق .

    طلب رضا المخلوقين .

    الرياء والسمعة.

    وهذه الآفات الثلاثة من أسباب هلاك العبد، وحبوط العمل، ودونك بعض تفصيل لكل واحدة من هذه الآفات وأثرها في مجال الدعوة إلى الله .

     

    التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى:}لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[21]{ [سورة الأحزاب]. والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم معناه : تحري متابعته صلى الله عليه وسلم في كل دقيق وجليل من أمور الدين، وإذا كان هذا مطلب عامة المسلمين لا يسعهم إلا ذلك كما قال تعالى:}وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[36]{ [سورة الأحزاب]؛

     

    فهو في حق الدعاة ألزم وأوجب.

    وحقيقة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما هي اتباع الوحي الذي تنزل عليه، واستمساك بالحق الذي جاء به ، والدعاة من ألزم الناس وأحوجهم إلى التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والتأسي به، والاقتداء في أقواله وأفعاله وتقريراته في سائر أمور المعاش والمعاد؛ لأن الدعاة إنما يدعون إلى ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يسيرون على خطاه، ويترسمون منهجه، ويؤثرون الحق الذي جاء به على الأهواء والنزعات والتوجهات المغايرة لذلك، ومن كان على هذا المنوال فهو المتأسي حقًا وصدقًا، ومن كان على خلاف ذلك فليس على الحق، ولا هو من الدعاة الصادقين .

    مجالات التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياة الدعاة:

    التأسي به صلى الله عليه وسلم في تزكية النفس بصنوف العبادات المفروضة والمسنونة، البدنية والمالية: وهذا من الأولويات المهمة في الدعوة، حتى يصل الداعي بتزكية نفسه إلى مرتبة الانقياد المطلق لله، في كل أمر ونهي، فإذا سهل عليه قياد نفسه كانت دعوة غيره أسهل وأيسر .

    التأسي به صلى الله عليه وسلم ومتابعته في انتهاج الخلق الكريم والسلوك القويم .

     

     

    التأسي به صلى الله عليه وسلم في أساليب الدعوة، وطرائقها، ومراتبها، وغاياتها، وفقه مراحلها ومقاصدها ـ ومنه معرفة أحوال المدعوين، ومراتبهم، وتقدير ظروف الزمان والمكان، فأسلوبه صلى الله عليه وسلم ومنهجه في الدعوة أكمل أسلوب وأتم منهج، قال تعالى:}قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [108]{ [سورة يوسف].

     

    ولا تكون الدعوة راشدة مثمرة إلا إذا وافقت هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وأهم هذه الأولويات البدء بالدعوة إلى توحيد الله عز وجل والتأسيس على ذلك، ومحاربة كل أشكال وأنماط الشرك والخرافة والبدع، قال تعالى:}وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ[25]{ [سورة الأنبياء]. وقد يبتلى بعض الدعاة بالتعصب لحزب أو شيخ أو مقصد دون نظر إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبصر فيه، ولا تبصر بمقررات الدين وثوابته ومبادئه، وهذا بلاء عظيم يفرّق الكلمة، ويشتت الصفوف، ويبذر العداوة والبغضاء بين الدعاة .


    من كتاب:'صفات الدعاة' للدكتور/ عبد الرب بن نواب الدين

     

     
    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    تعليقات الزوار ()