بتـــــاريخ : 9/22/2008 9:17:55 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1442 0


    شراب السوبيا ثقافة صحية ارتبطت بأذهان زبائنها

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : مذيور | المصدر : vb.x333x.com

    كلمات مفتاحية  :


    السوبيا ثقافة صحية ارتبطت بأذهان زبائنها

    ارتبط مشروب “السوبيا” ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك حتى بات المشروب المفضل على المائدة الرمضانية وأصبحت له شهرة واسعة في غالبية مناطق المملكة خاصة في المناطق الغربية منها. ومنذ زمن بعيد حرص البعض في المدينة المنورة على إعداد وتصنيع “السوبيا” حتى باتوا من الرواد في ذلك المجال ليس على نطاق المدينة المنورة وحسب بل تجاوزوا ذلك حتى باتوا يعرفون على نطاق أوسع وبات القادمون من خارج المدينة المنورة يتسابقون إلى محلاتهم والتي قد لا تتجاوز مساحتها أحيانا أمتارا ضيقة، متخذة طابعا شعبيا متواضعا.
    طاقة وحيوية
    والسوبيا بحسب الثقافة التي ارتبطت بأذهان زبائنها تحتوي على مكونات تمد الجسم بالطاقة والحيوية التي يطلبها الجسم ، إذ يعتبر المعلم صالح خشة هو المركز الرئيسي لصانعي السوبيا وممتهنيها وأهمهم وهو واحد من سلالة عائلة تعاقبت على إعداد هذا المشروب حتى أن صيته تخطى المدينة المنورة إلى خارجها وخاصة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة وغيرها من المناسبات، وحرص المقيمون والزوار على إهدائه وابتياع أكياس من «مشروب الطاقة» كما يحلو للبعض تسميته.
    50 عاما
    وابتدأ العم صالح محمد الخشة حديثة قائلا: ( نقوم بعمل السوبيا ولله الحمد منذ50 عاما ولم تختلف لدينا النكهة ولا الطعم أو الجودة وهي لها مقادير معينة وخلطة سرية تعلمتها من والدي ولم يعلمني هذه الطريقة الا بعد ان رأى أني أتقنت الصنعة وأصبحت من محترفيها حتى أني تركت دراستي لمساعدة والدي والعمل معه والحفاظ على هذا التراث العريق وخوفا من ضياع هذه الصنعة الأصيلة وأضاف: الاعتماد على العمالة وحدها خطأ جسيم يرتكبه بعض التجار موضحا أن مقادير السوبيا في الصيف تختلف عن الشتاء ونقوم بتصنيعها من الشعير المدني الأصلي من مزارع المدينة المنورة وضواحيها ثم نقوم بتنظيفه وتنقيته من الشوائب وغسله وطحنه وعجنه ثم يصفى ويضاف إليه القرفة والهيل ثم يضاف اليه الماء والسكر ويبرد ويكون بعد ذلك جاهزا للشرب.
    الآت التبريد
    وأضاف: كنا في الماضي نستعمل الأزيار في تبريد السوبيا ولكن الآن أصبح الأمر أسهل مع آلات التبريد الحديثة فأصبحنا ننجز من العمل الكثير في وقت قصير.
    وعن أنواعها يقول: (للسوبيا نوعان نقوم بتصنيعهما وبيعهما الأول السوبيا العادية وهي البيضاء اللون وهناك السوبيا الحمراء التي يضاف اليها الفراولة لتعطي شكلا ونكهة مميزة كما نصنع شراب التمر الهندي أو العرقسوس والمسمى بالحمر لما له أيضا من فوائد صحية معروفة وعن سبب تسميتها بهذا الاسم قال إنها تعنى بالتركي المياه المعدنية الطيبة.
    تراجع الإقبال
    إلا أن هذا المشروب الذي توارثت صناعته أجيال معروفة بات يفتقد إلى مذاقه ورونقه العتيق ويرجع العم فهد مدني ( 65 عاما) أحد ممتهني عمل وبيع السوبيا على مدى 35 عاما أسباب ذلك التراجع إلى عوامل عدة يأتي في مقدمتها الإقبال الواسع من قبل الزبائن، بالحجم الذي لا يمكن معه توافر كميات تقابل ذلك الإقبال بنفس الجودة المطلوبة خاصة في ظل رحيل أصحاب المهنة المتمرسين لها وهو ما أدى إلى تزايد أعداد كبيرة ممن يدعون ارتباطهم بالمهنة وغالبيتهم في مقتبل العمر وبعض العمالة الوافدة التي تقوم بإعداد وتجهيز السوبيا بطرق بدائية فضلا عن الأمكنة الملوثة التي عادة ما يتم فيها تحضير وإعداد (السوبيا) بدون أي رقابة.
    ويشير العم فهد مدني إلى وجود أصوات مجتهدة ظهرت منذ فترة قريبة تحذر من تناول السوبيا بدعوى أن لها أضرارا صحية على سلامة الإنسان مما أسهم في انصراف البعض عن تناوله ليبقى بعد ذلك مشروب السوبيا أمرا جدليا بين فريق يدعو لشربه وفريق آخر يحذر منه.
    السوبيا البيتية
    ويعود العم فهد إلى قبل 30 عاما مضت مسترجعا ذكريات إعداد وتحضير السوبيا قديما ويقول: “كان عدد من سيدات المجتمع المدني يتميزن في إعداد وتحضير السوبيا في منازلهن وهو ما كان يطلق عليه حينها في تلك الفترة (السوبيا البيتية) والتي كانت تعد الألذ طعما والأغلى ثمنا وكان الإقبال يتزايد في ذلك الوقت على (السوبيا البيتية) للسيدات ممن برعن حينها في إعدادها وتحضيرها بحرفية عالية حتى بات يشار إليهن بالبنان.
    زوار المدينة
    وتشهد فترة ما بين العصر والمغرب إقبالاً كبيرا من زوار المدينة المنورة وساكنيها من مختلف الأحياء على محلات السوبيا والتي تنعكس ايضا كاختناق مروري على شارع قربان الشارع الرئيسي الذي يربط جنوب المدينة بشمالها لشراء اكياس السوبيا من سوق الخشة المشهور ببيعها.
    ويطالب باعة السوبيا وصانعوها الشركات المعلبة للعصيرات بدخول هذا المشروب ضمن مشروباتهم، ويبدو أن مدة صلاحيته القصيرة التي لا تتجاوز بضعة أيام، كانت سبباً في ابتعاد الشركات عن تصنيعه.
    وتحدث الشاب فهد الزهراني خريج الجامعة الإسلامية عن علاقته بالسوبيا قائلا: (أداوم على شرب السوبيا أيام صيام الاثنين والخميس والأيام الأخرى التي يسن ويوجب صيامها أما في ايام رمضان فلها مذاق خاص ونكهة مميزة).
    أما محمد حميد مدرس متقاعد فيقول داومت على شراب السوبيا عن طريق وصفة طبية حيث كنت أعاني من آلام وأملاح في الكلى وكتب لي الله تعالى الشفاء بفضله ثم بفضل شراب الشعير).
    فوائد صحية
    بدوره، يؤكد اختصاصي التغذية عبدالرحيم الغامدي أن مشروب السوبيا يمتاز بفوائد صحية عدة يأتي من أبرزها إمداده للجسم بالطاقة، وعمله على صنع قيمة غذائية جيدة نظراً لما تمتاز به مادة الشعير من وفرة في الألياف الذائبة، كما انه يعمل على خفض نسبة الكوليسترول في الدم وحجز الأملاح الصفراء. وأضاف الغامدي: إن عملية تخمير السوبيا تمنح نسبة جيدة من الحموضة بحامض اللاكتيك المهذب، محذراً في الوقت نفسه من أن إعدادها في غياب النظافة الكاملة والعناية الصحية الجيدة تجعل من احتمال تلوثها بكميات كبيرة من بكتيريا القولون، المسببة للإسهال وآلام البطن والتسمم الغذائي أمراً وارداًَ.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()