بتـــــاريخ : 9/20/2008 5:27:11 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2266 0


    دور التربية في تنمية السلوك الاجتماعي وضبطه

    الناقل : mahmoud | العمر :34 | الكاتب الأصلى : الدكتور عبد الحسين رزوقي الجبوري | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :

     

    ان وظيفة التربية هي صناعة الإنسان بطريقة معينة وتشكيله وفق تصور خاص، وقد وصفها أحد المربين بأنها عملية تشكيل واعداد أفراد إنسانيين في مجتمع معين حتى يستطيعوا ان يكتسبوا المهارات والاتجاهات وأنماط السلوك التي تيسر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية التي ينشئون عليها.
     
    وينظر إلى التربية على أنها من العمليات المهمة في بناء المجتمع وتطويره، فهي عملية اجتماعية ووظيفة أساسية يحافظ بها المجتمع على مقومات وجوده،وتطوره واستمراره لذلك أصبحت ضرورة ملحة للمجتمعات على مختلف درجات تمدنها وحضارتها.
     
    ان الاعتماد على التربية في تنمية السلوك الاجتماعي وضبطه، ليس بالأمر البسيط، بل يتطلب جهوداً مضاعفة أثناء الشروع بتحقيقه لأنه يخص الإنسان بوصفه افضل ما في الكون من عناصر وموجدات، وميزه الله سبحانه وتعالى على كثير من المخلوقات فقد خصه الله بالعلم وحٌسن الخلق، اذ خلقه في احسن تقويم وصوره الله في احسن الصور،واستخلفه في الأرض لتعميرها وإقامة العدل فيها وسخر له ما في السماوات والأرض ودعاه الحفاظ على ماله وحياته وعرضه والى غير ذلك من الخصائص التي ميزه الله جل وعلا عن سائر المخلوقات،وورد ذلك في كثير من الآيات القرآنية الشريفة والسنة النبوية الشريفة وأحاديث أئمة المسلمين ومن قوله سبحانه وتعالى (ولقد كرمنا بني آدم،وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) وقول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه) وقول آخر للرسول محمد صلوات ربي عليه وعلى آله وسلم ( ان الله حرم دماءكم وأموالكم وإعراضكم لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).
     
    ان هذه الأخلاق التي نطمح إلى ان يتصف السلوك الإنساني من خلال الدروس التربوية المستنبطة من معطيات الدين الإسلامي تتطلب تكاتف الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع لجعل الإنسان يسمو بغرائزه ويتخلص من أنانيته ويحب لأخيه كما يحب لنفسه وينال البر بأنفاق مما يحب ان يكون له ويتأسى بالرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في جميع مواقف حياته وإيجاد مجتمع فاضل وسليم يبعد الناشئة والشباب من الانحراف وتأكيد التربية الأسرية الصحيحة التي تعتمد الإسلام شرعاً ومنهاجا واعتماد القيم الخلقية والتسامي والسمو بالنفس على الغرائز والحث على الفضيلة ومقاومة الرذيلة والابتعاد عن الإثم والانحراف.
     
    ويؤدي الأعلام بوسائله المتاحة ان اتخذ من التربية أداة في ترسيخ السلوك الاجتماعي ومحاكاة الإنسان بأنه ليس حراً طليقاً حرية مطلقة في حياته و بيئته ومجتمعه بل يلزمه ان يراعي ويقدر ما تعارف عليه الناس من صلات وعلاقات في احترام الجار والتعاون مع أبناء مجتمعه والمجاملة والتكافل الاجتماعي فيما بينهم كذلك عليه ان يفطن إلى ما يؤذي غيره فيقدم العون عند الضرورة إذا لزم الأمر والتسامح فيما يقع بين الناس من تجاوزات غير مقصودة وحتى التجاوزات المقصودة يمكن من خلال القوانين والأنظمة ان تعالج دون اللجوء للقوة وبهذا نستطيع ان نجعل هذه التصرفات سلوكيات حياتية وطريقة حضارية في التعامل.
     
    ومما تقدم يمكن إذا استطاع المجتمع ان يجعل التصرفات الجيدة ان تكون سلوكاً يومياً فان هذا يعني ان المجتمع يسير بالشكل الصحيح في عملية أعداد الجيل أعداداً تربوياً واجتماعياً ووطنياً ودينياً وهذا الأعداد يضمن احترم الأنظمة والقوانين وعدم خرق معايير المجتمع والانضباط التام.
     
    ان تحقيق الانضباط يبدء أولاً من الأسرة مع ملاحظة حركة الزمن المتغيرة وكل جيل له ظروفه تفرض عليه الملائمة للتطورات التي يمر بها العالم لذلك قال الأمام علي بن بي طالب عليه السلام (لا تقسروا أولادكم على آدابكم،فأنهم مخلوقون لغير زمانكم). هنا نستدل ان القائمين على تربية الأبناء لابد من اخذ التطورات الاجتماعية بنظر الاهتمام عند أي قرار يتعلق بتربية أبناءهم، وتأتى المدرسة لتكمل ما بدأته الأسرة ولابد لرسالة المدرسة تعتمد الممارسات العملية في تنمية القيم الخلقية وتوضيح السباب الأيمان بها والنتائج التي تترتب على الأخذ بها والتركيز على تنمية أساليب السلوك التي تتفق مع القيم الأخلاقية المرغوبة فيها وعلى المدرسة الابتعاد عن أسلوب الوعظ والتلقين لأنها غير كافية لتنمية ذلك السلوك.
     
    ان دور التربية ليس نظريا، بل هي خطة منظمة وتتجسد عمليا من خلال رؤية واضحة وليس مجرد كلمات تقرأ على الطفل ولكن تتحقق من خلال النموذج الإيجابي الذي يمثل رعاية للأبناء، ان هذه الرعاية تتمثل في تنمية السلوك الجيد عند الناشئة،فالسلوك الاجتماعي معيار من المعايير التي يضعها المجتمع، وفي مقدمة ما يحكم به على سلوك أفراده، والرعاية التي تتم بأسلوب تربوي هي بمثابة المحك الذي يبين مدى اقتراب سلوك الأفراد عن قيم المجتمع الذي يعيشون فيه، ويظل السلوك الاجتماعي يمثل الهدف الأساسي في التنشئة الاجتماعية للفرد التي تتمثل في اكتساب قيم المجتمع.
     
    وهذا يعني ان التربية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية تسهم بشكل كبير في تحقيق السلوك الاجتماعي ووضع ضوابطه.
     
    ان ضوابط السلوك الاجتماعي تتحقق وتمارس من قبل أكثر من طرف وهده الأطراف هي الأسرة والمدرسة والمجتمع، وكل طرف من هذه الأطراف يسهم في هذه العملية التي تهدف برمتها إلى إيجاد مواطن صالح يشعر ان له دور مؤثر في مجتمعه.
     
    ان هذه الأطراف تعد مؤسسات اجتماعية ضابطة لسلوك الفرد الاجتماعي، ان دور الأسرة كبير جدا وتقع على الأسرة أعباء كبيرة في ضبط السلوك لذلك لابد من التركيز على الأسرة المنضبطة، الأسرة التي تساعد في ظهور أبناء منضبطين سلوكيا.
     
    أما المدرسة فرسالتها واضحة لا غبار عليها اذ ان من أهدافها الرئيسة تحيق السلوك الاجتماعي المرغوب علاوة على تزويد الفرد بالجوانب المعرفية وتنميتها.
     
    أما مؤسسات المجتمع فمن واجباتها الإسهام في ضبط السلوك وأسهمها يخضع لفلسفة ذلك المجتمع لذلك ينبغي بالمجتمعات ان تحارب بؤر الفساد للحد من انحراف الأبناء وعدم التمحور حول الشهوات.
     
    وفي الختام ينبغي الاعتماد على أنفسنا، لان كل واحد منا مسؤول عن مجتمعه أمام الله وأمام التاريخ، فإذا رأينا عملا خارج عن قيم مجتمعنا فما علينا آلا ان نبذل قصارى جهدنا لتغيره، ولابد لنا ان نتأسى برسول الله وأهل بيته الطاهرين و أصحابه المنتحبين عليهم الصلاة والسلام، ففي سيرتهم ومواقفهم منهاجا تربويا متكامل مستمدا من القرآن الكريم، كتاب الله الذي نتلوه أناء الليل والنهار ملائم لكل زمان ومكان
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()