بتـــــاريخ : 9/19/2008 12:43:52 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1150 0


    رقصة زار

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الجليل الحافظ

    كلمات مفتاحية  :
    كانت هناك حالة حرب بين الطبول في شدة اقتراعها، ورقصات الزار وصلت إلى حدٍّ أعلى من الجنون، فأخذ الرجال يترنحون في رقصاتهم حدَّ الثمالة ويتخبطون في مشيهم كامرأة أسقطت جنينها حينما همت بالركض صوب ابن لها قد نُحر على قارعة الطريق.
    كان الوحيد الذي لم يشارك في طقوس الزار،  الليل شديد الظلام فهي الثلاثين من الشهر ولولا النجوم شديدة اللمعان في وسط هذه الصحراء ، ولولا التهاب الجمر الذي حميت عليه الطبول لظنّ بأنه قد أصيب بالعمى لشدة ظلام هذه الصحراء التي أوغلوا فيها لأجل ممارسة طقس الزار ...
    لقد ابتعدوا كثيراً عن مضارب قبيلتهم حتى أنهم ما عادوا يعرفون في أي مكان هي ولا في أي اتجاه...
    هكذا يجب أن تعيش الطقس الجنوني
    هنا بعد أن ينتهي الزار ستعرف القبيلة أي رجالها الشجاع وأي الرجال هو من لا يخشى الجن...



     

    وفجأة بدأت الخيول الملجومة بعيداً بين شجر الآراك في الصهيل تحاول قطع اللجام الذي ربطت فيه، لكنها لم تستطع، لم يشعر أحدٌ بالخيل وما جرى له غيره، لكنه لم يحرك ساكناً فلقد كان غارقا في خوفه من الجن، وازداد خوفه بعدما سمع صهيل الخيل...
    أخذت الأرض تمور ورأى الراقصين تبتلعهم الرمال ولا زالت الطبول تدق من قبل البعض حتى انتهى آخر مشارك في الزار ولم يبقَ إلا هو وسط هذا الظلام الدامس...
    أخذ يسمع أصوات العذاب تناديه من غور سحيق انبعث من وسط الرمال، أخذ يعدو ويعدو، ويتدحرج بين الرمال، والأصوات والخيالات تطارده، حتى قبضت عليه...
    مددته على مائدة من الرمال نصبت كالمذبح أمام صخرة رأسها كرأس الكلب فاغراً فاهُ
    بدأت في الرقص حوله ودق طبول الزار كما كان يفعل رفاقه الذين ابتلعتهم الرمال...
    اقترب أحدهم منه أخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة بدأ صوته في الارتفاع لكن كلماته ظلت غير مفهومة كطلاسم السحر والشعوذة.
    لمع بين قبضة يدي الخيال نصلٌ صقيل



     

    هوى به سريعاً نحو قلبه



     

    هنا صرخ وانتبه من حلمه لكنه لا زال يسمع دقات طبول الزار ورفاقه يرقصون رقصاتهم الجنونية...

     

    لكن الخيل صهلت وهي تحاول قطع اللجام والأرض بدأت تمور وتبتلع الرفاق
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()