بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:10:50 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 878 0


    الوقوف على أطلال الوحشة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    نأتِ الديارُ‏

    فمن سيؤنسُ روحكَ المهجورَ‏

    من سيضمُّ حزنكَ يا غريبُ؟!‏

    الأرضُ كلُّ الأرضِ‏

    تسمعُ شجوكَ العالي‏

    فمن يبكي عليكَ إذا نأيتَ،‏

    ومن يكفكفُ دمعكَ المذروفَ منْ؟‏

    يا أيها الولدُ الكئيبُ!‏

    فارقتَ دهركَ، والأحبةُ قد نسوكَ‏

    وصرتَ وحدكَ في مغيب العمرِ؟‏

    ترفعُ راحتيكَ معانقاً أفقَ الحياةِ‏

    كأنكَ الرجلُ الصليبُ؟‏

    لا النفسُ طابتْ بعدهم سَكَنَاً‏

    ولا سودُ الليالي بعدما ابتعدوا تطيبُ.‏

    تمشي كأنكَ خاسرٌ أبداً‏

    وقلبكَ ناسكُ الهجرانِ‏

    يا جبلاً تخدّدهُ الرياحُ‏

    وتصدعُ الأحزانُ هامته،‏

    ويصرعُه المغيبُ.‏

    وبكيتَ لمْ يُجدِ التأوّهُ حسرةً،‏

    وصرختَ لم تجبِ القفارُ.‏

    نأتِ الديارُ..‏

    فيا وحيدَ الليلِ‏

    كيفَ تساهرُ الأيامَ؟‏

    لا صوتٌ يمرُّ بحزنهِ المغلوبِ في‏

    ديجوركَ العاتي، ولا قمرٌ يُنارُ.‏

    لو وردةٌ في الروحِ‏

    يا ذا الحزنِ‏

    لو بابٌ إلى النسيانِ‏

    لو دربٌ تعرّجهُ الكنيسةُ والمزارُ.‏

    لكنّ عمركَ راحلٌ في الريحِ‏

    لن تجدي الطفولةُ في سنابلها‏

    بهزِّ فؤادكَ البالي‏

    ولن يُجدي احضرارُ.‏

    يا أنتَ يقتلكَ الفراقُ‏

    فَمِلْ برأسِكَ باكياً‏

    فوقَ التصاويرِ التي أحببتها قبلَ الرحيلِ!‏

    أواهِ كمْ أوحشتهمْ،‏

    كمْ صرتَ مبتعداً وصاروا‍‍!‏

    يا للأباريقِ التي شفّتْ بروحكَ،‏

    والخمورِ إذا شعرتَ بدفئها‏

    لكنها ليستْ تُدارُ.‏

    نأتِ الديارُ،‏

    وأقفرتْ بعدَ العشيةِ‏

    والحمامُ لهُ هديلُ.‏

    ألأنهُ الزمنُ البخيلُ؟‏

    أمسيتَ وحدكَ في شمالِ الليلِ‏

    تبحثُ عن أليفٍ لم يغيّبهُ الرحيلُ.‏

    يا ذارفَ الدمعاتِ هذي الروحُ عاريةٌ‏

    فزمّلها بطرفِ ردائك البالي،‏

    وهُزَّ بشجوكَ العالي شجيراتِ النعاسِ؟‏

    فليلُ فرقتها طويلُ.‏

    لا شيءَ يأتلفُ المكانَ سوى‏

    مرورِكَ في المغيبِ مُضيِّعاً‏

    والأرضُ منعاها العويلُ.‏

    ألأنَ قلبكَ دامعٌ خلفَ الطلولِ‏

    بكتْ عيونُ الخيلِ في بغدادَ‏

    وانجرحَ الصهيلُ؟‏

    يا ويحَ حزنكَ يا بعيدَ الدارِ‏

    لا حورٌ لتبكي تحتهُ مُرَّ الحفيفِ،‏

    ولا حمامات ليهتزَّ النخيلُ.‏

    لا قلبُ أمّكَ ناحبٌ عند الغروبِ على فراقكَ،‏

    لا صبيّةُ حبّكَ البيضاءُ داريةٌ بوجدكَ،‏

    ولا نوافذُ أمسكَ المنسيِّ‏

    يُشرعها على البستانِ مِطلعَكَ الجميلُ.‏

    طاعنتَ في الأحزانِ أياماً بلا عددٍ‏

    ووخَّطكَ المشيبُ..‏

    فيومكَ آزفٌ نحو الغروبِ،‏

    ووجهكَ المكدودُ يعروهُ اصفرارُ.‏

    (ستجيئكَ النوقُ العشارُ‏

    وفوقها جثثُ الذين تحبهمْ) بعد الأوانِ‏

    فلن تميّزَ ركبهمْ‏

    ستكونُ شمسك قد مضتْ،‏

    وتكونُ قد خلتِ الديارُ.‏

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()