| ألَمّتْ، وَهَلْ إلمامُها لكَ نَافِعُ، |
وَزَارَتْ خَيالاً والعُيُونُ هَوَاجِعُ |
| بِنَفْسِيَ مَنْ تَنَأى وَيَدْنُو ادّكَارُها، |
وَيَبْذُلُ عَنها طَيْفُها، وَتُمَانِعُ |
| خَلِيلَيّ، أبْلاني هَوى مُتَلَوّنٍ، |
لَهُ شِيمَةٌ تَأبَى، وأُخرَى تُطاوِعُ |
| وَحَرّضَ شوْقي خاطرُ الرّيحُ إذْ سرَى، |
وَبْرقٌ بَدَا من جانبِ الغَربِ لامِعُ |
| وَمَا ذَاكَ أنّ الشّوْقَ يَدْنُو بنازِحٍ، |
وَلا أنّني في وَصْلِ عَلْوَةَ طَامِعُ |
| خَلاَ أنّ شَوْقاً ما يَغُبُّ، وَلَوْعَةً، |
إذا اضطَرَمَتْ فاضَتْ عَليها المَدامعُ |
| عَلاقَةُ حُبٍّ، كنتُ أكتُمُ بَثَّهَا، |
إلى أنْ أذَاعَتها الدّموعُ الهَوَامِعُ |
| إذا العَينُ رَاحتْ وَهيَ عَينٌ على الجَوَى، |
فَلَيْسَ بسِرٍّ ما تُسِرُّ الأضَالِعُ |
| فَلاَ تَحسَبَا أنّي نَزَعتُ، ولَمْ أكُنْ |
لأنْزِعَ عَنْ إلْفٍ إلَيْهِ أُنَازِعُ |
| وإنّ شِفَاءَ النّفْسِ، لَوْ تَستَطِيعُهُ، |
حَبِيبٌ مُؤَاتٍ، أو شَبَابٌ مُرَاجِعُ |
| ثَنَى أمَلي، فاحْتَازَهُ مَن مَعَاشِرٍ، |
يَبيتُونَ، والآمَالُ فيهِمْ مَطامِعُ |
| جَنَابٌ مِنَ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ مُمرِعٌ، |
وَفَضْلٌ منَ الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ واسِعُ |
| أغَرُّ، لَهُ مِن جُودِهِ وَسَمَاحِهِ، |
ظَهِيرٌ عَلَيْهِ ما يَخِيبُ وَشَافِعُ |
| وَلَمّا جَرَى للمَجْدِ، والقَوْمُ خَلفَهُ، |
تَغَوّلَ أقصَى جُهْدِهِمْ وَهوَ وادِعُ |
| وَهَلْ يَتَكافَا النّاسُ شتّى خِلالُهمْ، |
وَمَا تَتَكافَا، في اليَدَينِ، الأصَابِعُ |
| يُبَجَّلُ إجْلالاً، وَيُكبَرُ هَيْبَةً، |
أصِيلُ الحِجَى فيهِ تُقًى وَتَوَاضُعُ |
| إذا ارْتَدّ صَمْتاً فالرّوءسُ نَوَاكِسٌ، |
وإنْ قَالَ فالأعناقُ صُورٌ خَوَاضِعُ |
| وَتَسْوَدُّ مِنْ حَمْلِ السّلاحِ وَلُبْسِهِ |
سَرَابِيلُ وَضّاحٍ، بهِ المِسكُ رَادِعُ |
| مُنِيفٌ على هَامِ الرّجالِ، إذا مَشَى |
أطَالَ الخُطَى، بادي البَسالَةِ رَائِعُ |
| وأغْلَبُ ما تَنْفَكُّ مِنْ يَقَظاتِهِ |
رَبَايَا عَلى أعْدَائِهِ، وَطَلائِعُ |
| جَنانٌ، على ما جَرّتِ الحَرْبُ، جامعٌ، |
وَصَدْرٌ، لِمَا يأتي بهِ الدّهرُ، واسِعُ |
| يَدٌ لأمِيرِ المُؤمِنِينَ وَعُدّةٌ، |
إذا التَاثَ خَطْبٌ أوْ تَغَلّبَ خالِعُ |
| مُغامِسُ حَرْبٍ مَا تَزَالُ جِيَادُهُ |
مُطَلَّحَةً، مِنْهَا حَسيرٌ وَظَالِعُ |
| جَديرٌ بأنْ تنشقّ عَنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ |
ضَبَابَةُ نَقْعٍ، تَحْتَهُ المَوْتُ ناقِعُ |
| وأنْ يَهْزِمَ الصَّفَّ الكَثِيفَ بطَعْنَةٍ، |
لَهَ عَامِلٌ، في إثرِها، مُتَتَابِعُ |
| تَذُودُ الدّنَايَا عَنْهُ نَفْسٌ أبِيّةٌ، |
وَعَزْمٌ، كَحَدّ الهُنْدُوَانِيّ، قاطِعُ |
| مُبِيدٌ، مَقيلُ السّرّ، لا يقبل التي ُ |
يُحاولُها منهُ الأريبُ المُخادعُ |
| وَلاَ يَعْلَمُ الأعْدَاءُ مِنْ فَرْطِ عَزْمِهِ |
متَى هُوَ مَصْبُوبٌ عَلَيْهِمْ فَوَاقِعُ |
| خَلاَئِقُ مَا تَنْفَكُّ تُوقِفُ حَاسِداً، |
لهُ نَفَسٌ في أثْرِها، مُتَرَاجِعُ |
| وَلَنْ يَنقُلَ الحُسّادُ مَجدَكَ بَعدَما |
تَمكّنَ رَضْوَى،واطمَأنّ مَتَالِعُ |
| أأكفُرُكَ النَّعْمَاءَ عِندي، وَقد نمتْ |
عَليّ نُمُوَّ الفَجْرِ، والفَجْرُ ساطِعُ |
| وأنتَ الذي أعْزَزْتَني بَعدَ ذِلّتي، |
فلا القوْلُ مَخفوضٌ ولا الطّرْفُ خاشعُ |
| وأغْنَيْتَني عَن مَعشَرٍ كُنتُ بُرْهَةً |
أُكَافِحُهُمْ عَن نَيْلِهِمْ، وأُقَارِعُ |
| فَلَسْتُ أُبَالي جَادَ بالعرف باذل |
على راغبٍ ضن بالخَيرِ مانِعُ |
| وأقصَرْتُ عَن حَمدِ الرّجَالِ وذمِّهم، |
وَفيهِمْ وَصُولٌ للإخَاءِ، وَقَاطِعُ |
| أرَى الشّكْرَ في بَعْضِ الرّجَالِ أمانَةً |
تَفَاضَلُ، والمَعْرُوفُ فيهِمْ ودائِعُ |
| وَلَمْ أرَ مِثْلِي أتْبَعَ الحَمْدَ أهْلَهُ، |
وَجَازَى أخَا النُّعْمَى بِما هُوَ صانِعُ |
| قَصَائِدُ مَا تَنْفَكُّ فيها غَرَائِبٌ |
تألّقُ في أظعافهَا وَبَدَائِعُ |
| مُكَرَّمَةُ الأنْسَابِ، فيها وسَائِلٌ |
إلى غَيْرِ مَنْ يُحْبَى بهَا، وَذَرَائِعُ |
| تَنالُ مَنَالَ اللّيلِ في كُلّ وِجْهَةٍ، |
وَتَبقَى كَمَا تَبقَى النّجُومُ الطّوَالِعُ |
| إذا ذَهَبَتْ شَرْقاً وَغَرْباً، فأمْعَنَتْ، |
تَبَيّنْتُ مَنْ تَزْكُو لَدَيهِ الصّنَائِعُ |