واشنطن : أفاد علماء أمريكيون بأن عفن الخبز يقدم معلومات تساعد على تطوير علاجات للعديد من الأمراض، كمتلازمة نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وذلك عن طريق ما يُعرف بالعلاج بالمورثات أو العلاج الجيني.
ويُعدّ العلاج بالمورثات أحد تطبيقات الهندسة الوراثية، وهو يعتمد على استخدام تقنيات تقوم بتصحيح الخلل الذى يطرأ على بعض المورثات، والتى قد تتسبب بظهور الأمراض.
ونجح فريق البحث فى اكتشاف آلية هامة عند خلايا "عفن الخبز" والتى تحدث أثناء عملية الانقسام الجنسى للخلية، لتلعب دوراً فى حماية الفطر من الخلل الذى قد يلحق ببعض المورثات.
واكتشف الفريق، طبقاً لنتائج الدراسة التى نشرتها دورية "علم الوراثة وعلم الحياة للفطريات"، أنّ كل خلية جنسية عند فطر العفن تمتلك آلية داخلية؛ تقوم بفحص الكروموسومات "الصبغيات" لتحديد أى خلل قد يصيبهما، فهى تكشف عن أية نسخة إضافية من المورثات، والتى تظهر فى أحد مكونات زوج الكروموسوم، ولا تتواجد عند الآخر، لتشير إليها كخلل لابد من معالجته، فتعمل الخلية على تعطيل جميع نسخ تلك المورثة.
ويوضح الدكتور باتريك شاي- يو، المختص فى مجال علوم الحياتية، وهو أستاذ مشارك فى جامعة ميسورى للفنون والعلوم، وعضو فى فريق البحث، أنّ الخلية تشهد حدوث تعطيل لبعض أجزاء الحمض النووى "دى إن إيه" خلال الانقسام الجنسي، وذلك عند العديد من الكائنات كالديدان، الفئران، وكذلك البشر.
ومن غير المحتمل أن تشترك جميع هذه الكائنات بنفس تفاصيل تلك الآلية؛ إلاّ أنّ مبدأ استهداف الحمض النووى "دى إن إيه" لهذه الغاية؛ موجود عند الكائنات البسيطة والمعقدة، لذا فإنّ التعرف إلى الآلية التى تحدث عند فطر عفن الخبز، قد يقدم معلومات تسهم فى إنجاح العلاج بالمورثات، بحسب ما يأمل فريق الباحثين.